الأحد، 23 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(49 ):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن
(49 ):
وقفات من الجزء التاسع والعشرون
١/ سورة الملك..افتتحت هذه السورة بقوله ( تبارك) مشتركة بذلك في افتتاح سورة الفرقان،
وتبارك من أوزان المفاعلة ( تفاعل) وهي في أصلها من أوزان المشاركة بمعنى أن الفاعل والمفعول به يشتركان في الفعل فلو قلنا " قاتل محمد عليا" فإن القتال وقع من كلا الطرفين.. لكن وزن المشاركة هنا استعير للمبالغة فتبارك أي كثر وعم خيره ومثله أيضا تعالى.
وتبارك من الأوصاف التي يختص بها رب العزة جل جلاله فلا تطلق على سواه.

٢/ سورة القلم :
( ن* والقلم ومايسطرون *
ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
كما هو واضح فإن السورة بدأت بقسم.. والمقسم عليه هو نفي الجنون عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومعلوم أن رميه صلى الله عليه وسلم بالجنون فرية افترتها قريش على النبي صلى الله عليه وسلم.. ومقتضى العقل أن تورد الفرية ثم الرد عليها لا العكس
فلو تأملت لوجدت أن الفرية وهي رميه بالجنون قد وردت في آخر السورة (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) القلم "٥١"
فأخر الفرية وقدم الرد عليها في أول السورة وذلك زيادة في تبكيتهم وإظهار ضعف قولهم..

٣/ سورة الحاقة:
قال تعالى ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة) الحاقة "٤"
هنا ملحظ قد لا يُنتبه له وهو أن الله جلت قدرته قدم ثمود على عاد مع أن عاد متقدمة تاريخيا وفي جميع القرآن تأتي قصة عاد ثم ثمود.. فما السر ياترى؟
إن قومي عاد وثمود هم من أشد الأقوام تكذيبا برسلهم ويؤيد ذلك قوله تعالى في سورة هود ( ألا إن عادا كفروا ربهم) هود"٦٠"
( ألا إن ثمود كفروا ربهم) هود "٦٨"
وزادت ثمود في التحدي لنبيهم أن طلبوا منه أن يخرج لهم ناقة عشراء من صخرة صماء وأجيب طلبهم لكنهم عادوا وكفروا بها فقدمت ثمود هنا على عاد لهذا السبب..

٤/ سورة المعارج:
قال تعالى(فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون) المعارج "٤٠"
جمع المشارق والمغارب يدل على اختلافها فكل يوم تشرق الشمس من نقطة وتغرب من نقطة تختلف عن اليوم الذي يسبقه.. وقد أقسم الله بها كما هو واضح والمقسم عليه (على أن نبدل خيرا منهم) المعارج"٤١" فلفت الانظار إلى أن الله الذي يبدل مكان شروق الشمس ومكان غروبها قادر على أن يبدل خيرا منكم..
ونشير هنا إلى أن مشرق الشمس ومغربها أتت في القرآن مفردة ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) المزمل" ٩"
وأتت مثناة ( رب المشرقين ورب المغربين) الرحمن " ١٧"
وذكر المشرقين فقط دون المغربين (قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) الزخرف " ٣٨"
٥/ سورة المدثر:
قال تعالى ( والرجز فاهجر) المدثر "٥"
أتت الرجز في القرآن بضم الراء ( الرُجز) وبكسرها ( الرِجز) كما أتت بالسين ( الرجس) فما الفرق بينهم؟
□ الرِجز بالكسر تأتي بمعنى العذاب وما يؤدي إليه من المعاصي وإليك أمثلة ذلك:
( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء ) العنكبوت " ٣٤"
( والذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم) سبأ" ٥"
□أما الرُجز بالضم فهي الأوثان
كما في الموضع الذي بين يدينا ( والرجز فاهجر) المدثر "٥"
□ الرجس فيأتي بمعنى النتن والقذر سواء كان حسيا أو معنويا
اقرئي معي
( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) المائدة "٩٠"
(إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس... ) الأنعام "١٤٥"
( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) الحج "٣٠"
( وأما الذين في قلوبهم مرض فزاتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) التوبة " ١٢٥"
لكن جاء موضع واحد في سورة الأعراف كلمة " رجس" بمعنى العذاب ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب) الأعراف" ٧١"
والله أعلم بمراده
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

Hasnamhg.Blogspot.com

          ================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق