💜 *أستاذة أناهيد السميري*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
🎙في هذا اللقاء المبارك نتكلم عن يوم عظيم
عظّمه العظيم، ونعظّمه تعبّدًا له -سبحانه وتعالى-
وهو مِن النعم العظيمة
*{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}*.
وهو الذي وصف نفسه -سبحانه وتعالى- بالكمال ونرى آثاره في كل أحوالنا
*{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}*
🌷فنعم الله علينا لا تُعدّ ولا تحصى، وأهمها ما نحن فيه من الأيام العظيمة
🔺 فَبَعْدَ ما هدانا للإسلام ولم يهدنا إليه إلا هو
🔺وبعد ما أمدّ في حياتنا، وعلّمنا،
💚أقبلت علينا هذه الأيام المباركة، ونسأله -سبحانه وتعالى- كما يسّر الحياة فيها، أن ييُسّر
*(حياة القلب)* فيكون الانتفاع بها كما ينبغي.
📢سنتكلم في هذا اللقاء عن هذا اليوم العظيم
🎀 *يوم عرفة*🎀
⬅يومٌ أكمل الله فيه الدِّين
⬅ وأتمّ فيه النعمة
⬅ اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية العظيمة
*{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}*
📝 ومن المشهور المعلوم كلام اليهودي لعمر -رضي الله عنه- عندما جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ:
❗يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْيَهُودِ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا.
⁉قَالَ وَأَيُّ آيَةٍ؟
قَالَ: *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}*
🌴 فَقَالَ عُمَرُ:
" *إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَاتٍ فِى يَوْمِ جُمُعَةٍ*".
والحديث رواه البخاري ومسلم.
🌷هذا اليوم العظيم فيه جَمْعٌ من الفضائل لو تأمّلها العبد لأغنت قلب الحيّ فرحًا وسرورًا.
🌷هذا اليوم يوم عيد لأهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
🌴قال صلى الله عليه وسلم:
*(يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)*.
🖌ومن هنا عُلم أن أهل الأمصار يبدأ عيدهم من يوم عرفة،
⏪فيكون الصيام العبادة العظيمة محبوبة في هذا اليوم
⏪ ثم يأتيه صلاة العيد
👈 ولذلك التكبير (المقيّد)
يكون في فجر يوم عرفة .
📚 *قال أهل العلم*:
إن الله أقسم بيوم عرفة في سورة البروج في قوله:
*{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}*
روى الترمذي وحسنه الألباني:
🌴قال صلى الله عليه وسلم:
*(الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ)*.
📚وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى:
*{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}*
أن الشفع يوم الأضحى والوتر عرفة.
🔖وهذا كله أفراد من تفاسير هذه الأيام، لكن المقصود أن نفهم عظم شأن هذه الأيام.
🍃🌺 *مِن فضائل هذا اليوم -يوم عرفة-*
⏪ أن صيامه يكفّر سنتين
📚 ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ:
*(يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)*.
🌷وقد استحبّ العلماء صيام هذا اليوم؛ ليشاركوا الحجاج في نفحات الخير والبر من الرب العظيم.
💚وفي هذا اليوم ترى اجتماع المسلمين واحتشادهم في مكان واحد مِن كل فجٍّ عميق
🌷 فهو آية عظيمة على قدرة الله وعلى جمعه لخلقه، وهو -سبحانه وتعالى- يرى مكانهم ويعلم حالهم ويسمع كلامهم على اختلاف ألسنتهم
☝ فسبحانه من إله عظيم، جلّ عن الأشباه والأنداد وتقدس عن الصاحبة والأولاد.
👌فعلى أهل الأمصار أن يُعظّموا هذا اليوم ويستعدّوا له
❌وأن لا يقضوا ساعات النهار المباركة في النوم أو الانشغال بالمباحات، أو الانشغال بالاستعداد للطعام والشراب.
✅وعليهم بالإكثار من التهليل والتكبير والتسبيح.
👈وأحسن ما يقال في هذا اليوم كما أرشد لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قول:
*(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير)*
📚وفي الحديث
*(خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )*
🌴فهذا الذكر العظيم دعاء جامع فيه من التمجيد والثناء عليه -سبحانه وتعالى- ما يحبه
⛔ فالدعاء ليس خاصًّا بالطلب والمسألة بل هو أعمّ من ذلك،
⏪وعلى رأس أنواع الدعاء:
ذكره سبحانه وتعالى وتمجيده والثناء عليه.
✍ففي التهليل والتسبيح والتوحيد دعاء يدعوه الداعي بالاعتبارين:
🔹اعتبار الثناء المحض.
?
?واعتبار قصده
لأمر بعينه.
🔺فإن الداعي طالبٌ من ربه طالب ٌله، يطلب من ربه شيء وهو في نفس الوقت طالب لرضاه.
✅فهذا الأحقّ أن يسمى داعيًا
⏪ لأن مَن جمع قلبه على تمجيد ربه وتوحيده والذُلّ بين يديه والانكسار له
👈لابدّ أن يكون جزاؤه أن يقبله ربه ويعطيه أكثر مما يتمنّى،
❗ بل أكثر مما يمرّ على خاطره! فالكريم العظيم إذا أعطى أدهش!
⚠ثم إن هذا اليوم يحتاج منّا مزيد عناية من جهة حفظ ألسنتنا وجوارحنا عما يبغض الله.
🌴فإن هذا يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة من أهل الموقف، فلابد أن يقع تعظيمه من أهل الأمصار.
⛔فلو كنت لست من أهل الموقف، لا يعني ذلك أنك لا تعتني بهذا اليوم
👈 بل تعتقد أن هذا يوم عظيم، وأن في هذا اليوم عتق من النار، فافعل أفعالًا ترجو من العظيم الكريم أن يعاملك برحمته.
📚وفي الحديث
*(مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ)*
📝 وهذه جملة من الحديث عامة
(من يوم عرفة)
*(وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟!)*
❗ يعني يدنو من أهل عرفة فيباهي بأهل عرفة الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟
✍ *يقول ابن عبد البر*:
"وهذا يدل على أنه مغفور لهم؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم".
✍وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
*(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا)*!
وفضل الله واسع.
✍ *قال ابن القيم*
"إنه في يوم عرفة يدنو الرب تبارك وتعالى عشية من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ أشهدكم أني قد غفرت لهم. وتحصل مع دنوه تعالى ساعة إجابة لا يرد فيها سائلًا يسأل خيرًا، فيقربون منه بدعائه والتقرب إليه في تلك الساعة
🌴ويقرب منهم تعالى نوعين من القُرْب:
1⃣أحدهما قُرْب الإجابة المحققة في تلك الساعة.
2⃣ والثاني قُرْبه الخاص من أهل عرفة ومباهاتهم به الملائكة.
🌷فتستشعر قلوب أهل الإيمان بهذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها وفرحًا وسرورًا وابتهاجًا ورجاء بفضل ربها كرمه.
🔸فبهذه الوجوه وغيرها فُضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها".
📢فمعنى ذلك أن عشيّة عرفة يجتمع فيها أمران:
🔺يجتمع فيها قُرْب الإجابة.
🔺ويجتمع فيها المباهاة.
☝ونحن نأمل أن يكون قرب الإجابة هذا لكل أحد،
⛔ فعلى ذلك لا تبخل على نفسك وتكن من الظالمين لها وتحرمها من فضل هذا اليوم.
📢ثم إن وقت هذا الفضل يبدأ من العشيّة، والعشيّة يعني بعد الزوال -بعد صلاة الظهر-
⛔ فلا تترك هذه السّعة وتعتني بالوقت الأخير، إنما اجعل عنايتك لأول الوقت.
⬅فهذا يوم هذه فضائله وهذا مزاياه وهذه منزلته ودرجته
❗ أيليق بنا أن نفرّط فيه أو أن نُعرض عن التّعرض فيه لنفحات ربنا وعظيم عفوه ورحمته؟
✅ فالمستحب لكل مسلم أن يستغّل هذه الفرصة العظيمة بالإكثار من العمل الصالح من ذكر ودعاء وقراءة وصلاة وصدقة
🌷لعله أن يحظى من الله تعالى بالمغفرة والعتق من النار.
🔸أكثر من الدعاء وأكثر من التضرّع، تذكر ذنوبك، فتب منها.
🔸اسأل الله أن يغفر لك حقوق المسلمين، ادع لكل من اغتبته أو ظلمته، اطلب من الله أن يعينك على رد حقوقهم كلهم، كن بكّاءً منكسرًا بين يدي الغفور الرحيم،
🔸اجمع في قلبك بين معرفتك له وحده معرفتك له بصفات الكمال، وبين تذكرك للآخرة.
🔸ابذل جهودك أن تكون ممن طاب مطعمه ومشربه.
🔸ابتعد ما استطعت في الأيام هذه عن الذنوب صغيرها وكبيرها.
⛔احذر من التعدي في الدعاء.
⛔احذر من ظلم الخلق، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
🔸أكثر من قول
*(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)*.
🔸كبّر وأكثر من التكبير
واعلم أن كل حاجاتك قاضيها الله.
واجعل همك الأكبر
*(رضاه)*
🔸طُف حول رضاه، واسعَ إليه.
❗وإذا منعك مانع من الصيام، فصوّم لسانك عن كل شيء إلا عن ذكره، ثم إن شاء الله يستقيم القلب نتيجة هذا العمل.
📝هذا كلام مختصر في فضل هذا اليوم.
🌷جزاكم الله خيرًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺