السبت، 26 أغسطس 2017

خير أيام الدنيا١٠ حلقات

🎀 خير أيام الدنيا ( ١ )

بعد أيام قليلة نستقبل - بإذن الله - خير أيام الدنيا إنها《 عشر ذي الحجة 》.
كم وصلنا عدد من المقاطع عن فضلها ، وكم تصلنا رسائل عن أجورها ، في هذه العجالة لن أتحدث عنها ولا عن فضلها ، ولكن سأتحدث عن عبادة عظيمة ربما يغفل الكثير عنها ، إنها عبادة :

( تعظيم الله بترك معصيته وفعل طاعته ) .

* قال الله تعالى : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرآ في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم .... الآية } .

* قال ابن كثير في تفسيره : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قوله : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا } الآية { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } في كلِّهن ، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما ، وعَظم حُرُماتهن ، وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم .

* وقال قتادة في قوله : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزرًا من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيما ، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء ( تفسير ابن كثير - المجلد ٧ - ص ١٩٨ ) .

والأشهر الحرم هي : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب .

فالله الله بتعظيم الله في هذه الأيام والأشهر واجتناب معاصيه .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٢ )

ومن تعظيم الله استشعار نظره والخوف منه ، فعندما يصلك مقطعآ ويحتوي على موسيقى أو به صورآ لنساء عاريات فخوفك من الله سيقودك مباشرة لحذفه .

سمعنا كثيرآ عن فضل استغلال هذه العشر ، وبدا لنا من الهمة الكثير ﻹستغلالها ، لكن ماهي الأعمال الصالحة التي سأستغلها بها ؟
لعله يكون لديك في كل يوم نصيب من كل عمل صالح ولو قليﻵ ، وسهمآ ولو واحدآ .

كم نرتب ونخطط ونجدول ﻻستغلال أمور الدنيا فهلا كان ﻷمور الأخرة نصيب من تخطيطنا ؟

سأعرج - بإذن الله - على بعضآ من الأعمال الصالحة ، وما عليك إلا أن تعقدي العزم على القيام بها أو ببعضها فلو حرمت من فعلها لسبب ما لكان أجرك مكتوبآ بنيتك .

ولعل من هذه العبادات :

١ / الصيام .
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي ( صيام العشر من ذي الحجة من فضائل الأعمال ، وعلى الراجح يصح أن يجعلها بنية صيام القضاء من رمضان فيؤتى الأجرين بإذن الله ، كما جاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يؤخر القضاء لعشر ذي الحجة ، لكن يوم عرفة المتأكد في حقه أن يفرده بنية ﻷنه عيني بخلاف الأيام العشر ، فأرى أن يفرده بنية ع الأرجح ولو صامه بنية القضاء وعرفة أرى أنه يجزئه { شرح كتاب منار السبيل لابن ضويان - بتصرف } .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٣ )

... ومن العبادات في هذه العشر :

٢ / الأضحية :

* فضلها عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :  قال رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - : { ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من إهرإق الدم ، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسآ } رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ( ١٤٩٣ ) .

ومن أحكامها :

* لو أن رجﻵ لم ينو الأضحية إلا في أثناء العشر ، وقد أخذ من شعره وبشرته وظفره فيصح ، ويبتدئ تحريم الأخذ من حين نوى الأضحية ( الشرح الممتع على زاد المستقنع - ابن عثيمين - المجلد ٧ - ص ٤٨٩ ) .

* إذا كان الناس في بيت واحد ، وقيم البيت واحد فإنه يجزئ أضحية واحدة عن الجميع ولا حاجة إلى أن يضحي كل واحد ، خلافآ لما اعتاده بعض الناس اﻵن تجد الأب يضحي ، والزوجة تقول سأضحي ، والبنات الموظفات يقلن سنضحي ، فهذا خلاف السنة ، مادام في المسألة سنة واضحة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا ينبغي أن نتجاوز ، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ضحى بواحدة عنه وعن أهل بيته وعنده تسع زوجات ، كل واحدة في بيت واقتصر على ذلك ، والمطالب بالتضحية هو رب البيت ﻷنه من الانفاق بالمعروف ( الشرح الممتع على زاد المستقنع - ابن عثيمين - المجلد ٧ - ص ٤٧٩ ) .

* عن عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ قال: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ - رضي الله عنه - كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وآله ِ وَسَلَّم -َ فَقَالَ : { كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ فَصَارَتْ كَمَا تَرَى } .
رواه الترمذي ( ١٥٠٥ ) .

فأقول : من كان لديها سعة مال فلتخرجها صدقة للفقراء أو تتصدق بها ذبيحة ﻹحدى دول العالم عن طريق الجمعيات الخيرية ، وتترك التضحية في البيت على رب الأسرة ، وتطبق السنة بذلك ، فتطبيق السنة أكثر أجرآ .

* س / لمن تسن الأضحية للأحياء أم لﻷموات ؟
الجواب : أنها سنة لﻷحياء ، وليست سنة لﻷموات ، ولذلك لم يضح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أحد ممن مات له ، ﻻ عن زوجته خديجة - رضي الله عنها - وهي من أحب الناس إليه ، ولا عن عمه حمزة - رضي الله عنه - وهو من أحب أعمامه إليه ، ولا عن أحد من أولاده - رضي الله عنهم - وإنما ضحى عنه وعن أهل بيته فتكون التضحية عن الأموات تبعآ لا استقلالآ ، لعدم ورود ذلك عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( الشرح الممتع على زاد المستقنع - ابن عثيمين - المجلد ٧ - ص ٤٧٩ - ٤٨٠ ) .

* الأضحية عن الميت إن كان أوصى بها في ثلث ماله ، أو جعلها في وقف له وجب على القائم على الوقف أو الوصية تنفيذها ( مجموع فتاوى ابن باز - المجلد ١٨ - ص ٤٠ ) .

وقد أفضت الكلام عن أحكام الأضحية في سلسلة ( فصل لربك وانحر ) فلتراجع .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٤ )

ومن العبادات :

٣ / الصلاة :

ومن أفضل الأعمال الصلاة على وقتها .

وكذلك يحرص المرء على المحافظة على :

* قيام الليل :

* قال تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } يعني بذلك قيام الليل ، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة . قال مجاهد والحسن في قوله تعالى : { تتجافى جنوبهم } عن أنس ، وعكرمة ، وقتادة : هو الصلاة بين العشاءين ( المغرب والعشاء ) .
( تفسير ابن كثير - المجلد ١١ - ص ٩٦ ) .

* هل ترغبين أن  تدخلي في رحمة الله ؟
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم  - : { رحم الله رجلآ قام من الليل فصلى ، وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ( رش وجهها بالماء ) ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ، وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } رواه أبو داود بإسناد صحيح ( ١٣٠٨ ) .

* عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { إذا أيقظ الرجل أهلَه ( أي امرأته أو نسائه وَأَوْلَادَهُ وَأَقَارِبَهُ ) من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كُتبا في الذاكرين والذاكرات } رواه أبو داود بإسناد صحيح ( ١٣٠٩ ) .

* عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ( مثﻵ : سورة المدثر والمرسلات )  ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } رواه أبو داود ( ١٣٩٨ ) وصححه الألباني .

( من قام بعشر آيات : يعني من قرأ عشر آيات في صلاته على التدبر والتأني .
والأظهر أن المراد به أقل مراتب الصلاة وهي تحصل بقراءة الفاتحة وهي سبع آيات وثلاث آيات بعدها فتلك عشرة كاملة .
لم يكتب من الغافلين : أي لم يثبت اسمه في صحيفة الغافلين .
ومن قام بمائة آية كتب من القانتين : أي المواظبين على الطاعة أو المطولين القيام في العبادة .
ومن قام بألف آية : قال ابن المنذر : من الملك إلى آخر القرآن ألف آية .
كتب من المقنطرين : أي المكثرين من الأجر مأخوذ من القنطار ، وهو المال الكثير ( العلامة علي القارئ - مرقاة المفاتيح - المجلد ٣ - ص ٢٤٩ ) .

* صلاة أربع ركعات قبل العصر :
قال - صلى الله عليه وآله وسلم - { رحم الله امرءآ صلى قبل العصر أربعآ } رواه الترمذي وحسنه .
قال الشيخ ابن عثيمين : وقت هذه الأربع ركعات بعد الأذان وقبل الصلاة ( فتاوى الشيخ ابن عثيمين - المجلد ١٤ - ص ٢٧٩ ) .

* الصلاة بين الأذان والإقامة :
صلاة الركعتين بين الأذان والإقامة  مشروع لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { بين كل أذانين صلاة } متفق عليه ( فتاوى الشيخ ابن عثيمين - المجلد ١٤ -ص ٢٧٣ ) .

* الصلاة قبل صلاة المغرب وبعد الآذان :
المغرب ليس لها سُنة راتبة قبلها ، لكن ينبغي للإنسان أن يصلي ولا يجعل ذلك راتباً ، لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : { صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب } وقال في الثالثة { لمن شاء } رواه أبو داود ، كراهية أن يتخذها الناس سُنة راتبة ( أي أحيانا يصليها وأحيانا يتركها ) .
( فتاوى الشيخ ابن عثيمين - المجلد ١٤ - ص ٢٧١ ) .

* عن أُمِّ حَبِيبَةَ - رَضِيَ اللَّه عنها - قَالَتْ : قال رسولُ اللَّهِ - صَلّى اللهُ عليه وآله  وسَلَّم - : { منْ حَافظَ عَلى أَرْبَعِ ركعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَأَرْبعٍ بَعْدَهَا ، حَرَّمهُ اللَّه على النَّارَ } رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيح ( ٤٢٨ ) .

* وكذلك المحافظة على
السنن الرواتب
وصلاة الضحى
وسنة الوضوء
والأحاديث فيها مستفيضة كثيرة .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٥ )

ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر :

٤ / الدعوة إلى الله :

* عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لعلي - رضي الله عنه - : { فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ } أخرجه البخاري ( ٣٧٠١ ) .

* ساهمي في الدعوة إلى الله بجمع جنسيات ولغات الخادمات لدى أقاربك وجيرانك ثم أحضري لهن كتبآ وأشرطة بلغاتهن وكذلك أهديهن أجهزة تعلم القرآن والصلاة والأذكار كجهاز باب سلام ونحوه .

* ساهمي في الدعوة إلى الله أنت لوحدك أو اشتركي مع مجموعة من صديقاتك لشراء مكتبة علمية { كتب علمية } مثل مكتبة الشيخ ابن عثيمين العلمية وأهديها ﻹحدى الداعيات أو طالبات العلم ، فكم من كلمة ستدعو إليها هذه الداعية تكون في ميزان حسناتك إلى يوم القيامة - بإذن الله - { أو علم ينتفع به } ، أو ارسليها ﻹحدى الدول بالخارج ليستفاد منها ، وهذا رقم مؤسسة الشيخ ابن عثيمين ٠٥٥٣٦٤٢١٠٧ .

* ساهمي في الدعوة إلى الله بالمشاركة في توزيع الكتيبات والمنشورات على الحجاج وذلك عن طريق دار القاسم للنشر بمبالغ زهيدة وبلغات متعددة ، وهذا هاتف دار القاسم ٠١١٤٠٩٢٠٠٠  .

٥ / ومن الأعمال الصالحة كذلك بر الوالدين وخاصة الأم :

* عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه } رواه الترمذي وقال حديث صحيح ( ١٩٠٠ ) .

* فلتحرصي على بر والدتك والقيام بخدمتها ، ومساعدتها في البيت وماتحتاجه ، ولتكوني أنت السباقة ، فبر الوالدين تنافس على أبواب الجنة فلا تؤثري بنصيبك أحد .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٦ )

ومن الأعمال الصالحة كذلك :

٦ / قراءة القرآن :

* عن ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال : قال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - : { من قرأ حرفاً من كتاب اللَّه فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف } رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح ( ٢٩١٠ ) .

* عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما - قال ، قال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - : { إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب } رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَديثٌ حَسَنٌ صحيح (٢٩١٣ ) .

* فإن كنت ِ ممن منَ الله عليه بختم عدة أجزاء من القرآن حفظآ فقد فُتح لك بابآ للمراجعة في هذه الأيام الفاضلة وهو كالآتي :
كل يوم تأخذين جزءآ مما حفظت وتكررينه خلال اليوم المرة الأولى نظرآ من المصحف وبعدها عن ظهر قلب وأنت جالسة وماشية وفي صلاتك ، وبذلك تكونين خلال ٩ أيام قد من الله عليك وراجعت ٩ أجزاء بإتقان ، وبالتكرار تضاعف الحسنات ، وبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها .

* وإن كنت ِ ترغبين في ختم القرآن ولو مرة واحدة فإليك الجدول الآتي :
جدول لختم القرآن خلال ٩ أيام
اليوم الأول : من الفاتحة إلى النساء .
اليوم الثاني : من المائدة إلى الأنفال .
اليوم الثالث : من التوبة إلى النحل .
اليوم الرابع : من الإسراء إلى الأنبياء .
اليوم الخامس : من الحج إلى لقمان .
اليوم السادس : من السجدة إلى غافر .
اليوم السابع : من فصلت إلى الحديد .
اليوم الثامن : من المجادلة إلى عبس .
اليوم التاسع : من التكوير إلى الناس .

* وإن أردت ِ الجمع بين الحسنيين ( الختمة نظرآ والمراجعة ) ، فاجعلي لك وقتآ للقراءة نظرآ ك بعد صلاة الفجر مثﻵ كما في الجدول أعلاه  ، وباقي اليوم يكون لمراجعة الجزء المحدد .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٧ )

ومن الأعمال الصالحة :

٧ / الصدقة ولو بالقليل :

فليكن لك نصيب منها سواء قل أو كثر .
ومن سبلها :

* بعث هدي ليذبح في الحرم ويوزع هناك .

وهذا من السنن المهجورة والله المستعان .

قال الإمام مسلم في صحيحه :

* باب الرجل يبعث الهدي إلى الحرم وهو في بلده ، لا يصير محرمآ ولا يحرم عليه شيء كان له حلالآ .
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - { يهدي من المدينة ، فأفتل قلائد هديه ، ثم لا يجتنب شيئآ مما يجتنب المحرم } .
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري : وفي الحديث استحباب بعث الهدي إلى الحرم وإن لم يسافر معه مرسله ، ولا أحرم في تلك السنة ( منة المنعم في شرح صحيح مسلم - المجلد ٢ - ص ٣١٩ ) .

وليكن ذلك عن طريق من تثقين فيه من الحجاج أو المؤسسات الخيرية في مكة .

* ومن طرق الصدقة أن تحولي يوميآ من حسابك صدقة على إحدى المؤسسات الخيرية تحويل بنكي وكذلك عن طريق الصرافة .

* فإن لم تستطيعي ﻷمر ما ضعي حصالة بالمنزل لك وﻷهل بيتك وكل يوم تصدقي فيها بصدقة ، ومتى ما اجتمعت أخرجيها في إحدى طرق الخير .

* إن لم يتوفر لك ذلك :
فاحتسبي كل يوم طعام تطعمينه لجيرانك أو المحلات القريبة لديك ، واحتسبي اطعامك الطعام ﻷهل بيتك وتجهيزه لهم فهو لك صدقة .

ومن الأعمال الصالحة :

٨ / طلب العلم :

فاجعلي لك وقتآ لمدراسة أوقراءة كتاب ، أو ضعي جدول لمراجعة مالديك من العلوم السابقة .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀  خير أيام الدنيا ( ٨ )

ومن العبادات التي حث عليها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذه العشر ، وهو من أيسرها ويطيقه كل أحد ، فلا يعجز عنه إلا محروم :

٩ / ذكر الله من التكبير والتحميد والتهليل والإكثار منه .

* عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر } رواه الإمام أحمد و الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( ٥٦٣٦ ) .

* عن أم هاني بنت أبي طالب - رضي الله عنها - قالت : مّر بي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقلت : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد كبرت وضعفت أو كما قالت . فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة . قال : { سبحي الله مائة تسبيحة ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ( أي لها من الأجر مثل أجر من جهز مائة فرس عليها سرجها ولجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله ) ، وكبري الله مائة تكبيرة ، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلّدة متقبلة ( التقليد يكون للهدي ، أي تعدل مائة بدنة مهداة متقبلة ﻷهل الحرم ) ، وهللي الله مائة تهليلة . قال ابن خلف : أحسبه قال : تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل ، إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به }  رواه الامام أحمد ، قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة : وهذا إسناد حسن ( ١٣١٦ ) .

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ( مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) رواه البخاري ( ٣٢٩٣ ) .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

🎀 خير أيام الدنيا ( ٩ )

ومن الأعمال الصالحة كذلك :

١٠ / الحج :

* عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : يارسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا { لكن أفضل الجهاد حج مبرور } رواه البخاري ( ١٥٢٠ ) .

سمعت في إذاعة القرآن أن أحدهم من دولة السنغال يقول : مشينا ١٤ سنة حتى وصلنا لمكة ﻷداء الحج .

لقد يسر الله لنا الحج في هذه السنوات ، ومن لم يتيسر له الذهاب للحج ، أو قضى حجه فقد أرشده نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - لبعض الأعمال التي يعدل أجر عملها حجآ وعمرة أو حجآ أو عمرة وسأذكر بعضآ منها فحافظي عليها واجعليها دائمآ نصب عينيك حتى بعد انتهاء العشر :

* عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء } رواه ابن خزيمة والنسائي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ١٠٦٥ ) .

* خلفه في بيته ، وأهله ، وزوجه ، وأولاده ، لكن لابد أن يكون خلفه بخير بحيث آنسهم ، وأنفق عليهم ، وقضى حوائجهم ، فإنه يكون شريكآ له ( الأمالي على مختصر صحيح البخاري للشيخ عبدالرحمن الدهش ج ٣ ص ١٤٦٠ ) .

* فإذا خلفت أهل الحاج فلك أجر من طاف وسعى ووقف بعرفة ورمى الجمار .

* عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرآ أو يعلمه كان له كأجر حاج تامآ حجته } رواه  الطبراني وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن صحيح ( ٨٦ ) .

* عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعة ِ، فهي كَحَجَّة ٍ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ ، فهي كعُمْرَةٍ نافلة } رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( ٦٥٥٧ ) .

* عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { مَن صلى الفجرَ في جماعة ٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمس ُ، ثم صلى ركعتين ِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّة ٍ، تامَّة ٍ، تامَّةٍ } رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع ( ٦٣٤٦ ) .

* عن أسيد بن حضير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : { الصلاة في مسجد قباء كعمرة } رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ( ٣٨٧٢ ) .

ويستحب الذهاب لمسجد قباء والصلاة فيه يوم السبت كما جاء عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :  { كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيآ وراكبآ } رواه البخاري ( ١١٩٣ ) .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

👆🏼 حثوا أبنائكم وإخوانكم ... ورغبوا أزواجكم وأبائكم ... في الحفاظ على صلاة الجماعة والمشي إليها ... وذكروهم بالفضل الذي أوردناه في الحديث السابق  في الرسالة رقم ( ٩ )

🎀 خير أيام الدنيا  ( ١٠ ) والأخيرة

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر كبيرآ ..

ومن العبادات كذلك :

١١ / الدعاء والتضرع لله :

فاحرصي على رفع حاجتك للكريم الذي يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرآ خائبتين .

وعليك بجوامع الدعاء ، واقتني نشرة أو كتيبآ مما جمع الأدعية من القرآن ومن صحيح السنة ، وادعي بها رافعة يديك مخلصة فيها لله رب العالمين .

فإما أن تستجاب لك ، أو يرد عنك بها سوء القضاء ، أو تكتب لك حسنات يوم القيامة .

وأقل منافع الدعاء استشعار اللذة والافتقار لربك والذل والتعلق بخالقك سبحانه وتعالى .

* عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : { خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي : ﻻ إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ( ٣٥٨٥ ) .

وإليك هذا الكتيب المشتمل على أدعية النبي - صلى الله عليه وآله و سلم -
جمعها الشيخ عبدالمحسن العباد البدر
من ٩ صفحات

http://www.saaid.net/bahoth/232.pdf

وكذلك ‏كتاب جوامع الدعاء
بصيغة  (PDF)
https://t.co/UwAlcq2qZA
د. خالد الجريسي .

ومن الأعمال الصالحة كذلك :
حسن الخلق .
والإحسان إلى  الجار .
والإحسان إلى الحيوان .
وغيرها الكثير ، وقد أطلق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الأعمال فقال : { ما من أيام العمل الصالح .... } .

فاحتسبي الأجر في كل حركاتك وسكناتك ، ونومك واستيقاظك ، والقيام بشؤونك وشؤون أبنائك .

وبذلك تكون هذه آخر رسالة في هذه السلسة المباركة ( خير أيام الدنيا ) ، جاءت تواصﻵ بيني وبينك لعلها تكون مما ننجو به من الخسارة { وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } .

* اللهم من ساهم في نشر هذه الرسالة فاجعله من العلماء العاملين .. والأئمة المهدين .. وأصلح نيته وذريته ..

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  .

محبتك : تركية بنت حسن الحميّد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق