الأحد، 23 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(48 )

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن(48 )
وقفات من الجزء الثامن والعشرون.
١/ سورة المجادلة سورة الانتماء
تقسم السورة الناس إلى فريقين:
¤" حزب الشيطان "
(أولئك حزب الشيطان ) وبيّن مصيرهم ( ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادلة "١٩"
¤"حزب الله"
(أولئك حزب الله ) وبيّن مصيرهم ( ألا إن حزب الله هم المفلحون) المجادلة " ٢٢"
ولفظة " حزب" تدل بشكل واضح على الانتماء.. ولهذا الانتماء خوارم كثيرة فحب أعداء الدين ومشابهتهم في لباسهم في أعيادهم ولغاتهم.. كل هذا يخرم انتماء المسلم لدينه.
٢/ سور المسبحات أول سورة في ترتيب المصحف بدأت بالتسبيح هي سورة الإسراء " سبحان الذي أسرى" ثم سورة الحديد " سبح لله " وتليها الحشر بنفس البدء
ثم الجمعة " يسبح لله " وكذلك التغابن
ثم بعد فاصل سورة الاعلى " سبح اسم ربك الأعلى"
وتلاحظين الترتيب اللغوي لها ( مصدر- فعل ماض- فعل مضارع - فعل أمر) وهو نفس الترتيب الذي يعتمده أهل اللغة في الفهارس.
لكن الملحظ الذي أود التنبيه إليه أنه جل وعلا تارة يقول ( يسبح لله مافي السموات *ومافي الأرض*) وتارة يقول ( يسبح لله مافي السموات *والأرض* ) بحذف أداة الجر "في"
فمتى تثبت أداة الجر ومتى تحذف؟
نقول: عندما يصف الله جل جلاله نفسه ويذكر أسمائه ويثني على ذاته العليه تجدي أنه يحذف حرف الجر " في" من الأرض ليشير بأن ملكه وقهره وسلطانه في الأرض كما هو في السماء.. وإليك بعض الأمثلة:
في صدر سورة الحديد ( سبح لله مافي السموات والأرض) الحديد "١" تجدين بعدها ( له ملك السموات والأرض ) ( هو الاول والآخر والظاهر والباطن..) ووصف نفسه في ست آيات متتابعة.
وكذلك في أواخر سورة الحشر ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة.... ) إلى آخر السورة ثم يختم ( يسبح لله مافي السموات والأرض)
لكن لو أراد جلت قدرته أن يمتن على أهل الأرض بنعم خاصة
فإنه جل وعلا يقرن الأرض بفي
وإليك الأمثلة:
في صدر سورة الحشر ( سبح لله مافي السموات ومافي الأرض وهو العزيز الحكيم * هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر...)
وكذلك صدر سورة الجمعة:
( يسبح لله مافي السموات ومافي الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم * هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم...)
وهذه مفيدة لحفاظ كتاب الله للتفريق بين المتشابهات.
٣/ في قوله تعالى ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ماعند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) الجمعة "١١"
في الآية الكريمة ملحظان وهو أنه ذكر اللهو والتجارة مرتين لكنه قال في الأولى " تجارة أو لهوا" وقال في الثانية " من اللهو ومن التجارة" أي أنه عكس الترتيب؟ فهل هناك سر في تغيير الترتيب؟ بالطبع نعم..
في الموضع الأول كان عتابا للمؤمنين حين تركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة وتلقوا القافلة التي تزامن مجيئها يوم الجمعة ساعة الصلاة.. فاراد أن ينبه ويعاتب فهي خاصة بسبب نزول السورة.. أما في المرة الثانية فكما نعلم أن اللهو أوسع من مجرد التجارة فاللهو يعم التجارة وغيرها فهو يريد أن يؤسس قاعدة أن ماعند الله خير من اللهو ثم خص التجارة بعد العموم ليؤكد التنبيه وزيادة على ذلك كرر حرف الجر " من" ليؤكد أن ماعند الله خير من اللهو ومن التجارة سواء اجتمعت أو تفرقت.

٤/ سورتي الطلاق والتحريم كلاهما بدأ بالنداء ( يا أيها النبي) وهما السورتان الوحيدتان اللتان بدأتا بهذا البدء.
والملاحظ أن الله جلت قدرته ينادي دوما نبيه صلى الله عليه وسلم بلفظ النبوة والرسالة أو بالفاظ التودد مثل ( يا أيها المزمل) و ( يا أيها المدثر) لكنه لم يناد النبي صلى الله عليه وسلم بسمه قط في القرآن في حين أننا نجد أنه ينادي سائر الأنبياء بأسمائهم ( قيل يانوح اهبط بسلام ) ( ياعيسى ابن مريم اني اصطفيتك) ( وماتلك بيمينك يا موسى) (يا إبراهيم أعرض عن هذا) الى آخر تلك النداءات
والسبب قد يبدو واضحا فهو تكريم وتشريف للنبي صلى الله عليه وسلم.. وأمر الله المؤمنين بما بدأ به نفسه فقال ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا..) فصلى الله على رسول الهدى وسلم تسليما كثيرا.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

Hasnamhg.Blogspot.com

          ================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق