الأحد، 23 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(45 ):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن(45 ):
وقفات وتأملات في سور ذوات
" حم" الجزء الخامس والعشرون
اشتركت هذه السور في كونها بدأت ب 《حم》 ومعلوم أن الله جلت قدرته تحدى العرب أهل الفصاحة والبلاغة بأن يأتوا بمثل القرآن.
ووجه التحدي في الحروف المقطعة أن هذه الحروف هي الوحدة الاولية في بناء اللغة العربية فمنها تتكون..
والقرآن الكريم أيضا يتكون من نفس الحروف.. لكن فرق بين كلام الخالق وكلام المخلوق..
كما هو الفرق بين صنعة الخالق وصنعة المخلوق!!
فالبشر يمكن أن يصنعوا من التراب بناء شاهقا مثلا لكنهم لايمكن أن يصنعوا منها " أي التراب" بشرا فلا يمكنهم نفخ الروح فيه.. فهذا الفرق بين صنعة الخالق وصنعة المخلوق
وكذلك هو الفرق بين كلام الخالق وكلام المخلوق.. ولذلك سمى الله هذا الكتاب "بالروح" قال عز من قائل ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) فهو يفعل في القلوب ما يفعله الروح حين يسري في الجسد.
وبين سور ذوات حم أهداف مشتركة نلخصها في نقاط ونستدل من آياتها على كل نقطة فنقول مستعينين بالله:
١/ جميع هذه السور تبدأ ببيان عظمة القرآن:
◇ سورة فصلت: ( حم * تنزيل من الرحمن الرحيم )
◇ سورة الشورى:(حم* عسق* كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم)
◇ سورتي الزخرف والدخان:( حم * والكتاب المبين)
◇ سورتي الجاثية والأحقاف: ( حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)

٢/موسى - عليه السلام - وبني إسرائيل:
◇ سورة فصلت:
(ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه)
◇ سورة الزخرف :
( ولقد أرسلنا موسى بئياتنا إلى فرعون وملئيه)
◇ سورة الدخان:
(ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم)
◇ سورة الجاثية:
( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة)
◇ سورة الأحقاف:
( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة)

٣/ الحث على الوحدة والتحذير من الفرقة والاختلاف:
◇ الشورى: ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه* وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم)
◇ الزخرف :(فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم)
◇ سورة الجاثية:( وءاتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم)
٤/ الأمر بالصفح والإمهال:
◇ سورة الشورى :( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)
◇ سورة الزخرف :( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون)
◇ سورة الدخان:( فارتقب إنهم مرتقبون)
◇ سورة الأحقاف:( فاصبر كما صبر ألوا العزم من الرسل)
فهذه العوامل المشتركة بين هذه السور تمهد لأمة الإسلام الخيرية والتفضيل والقيادة لذلك بينت لهم ما يجب أن يتمسكوا به وما يجب أن يحذروا منه حتى لا يقعوا فيما وقت فيه الأمم قبلهم من الأخطاء التي بسببها سلبت منهم مافضلوا به..
نسأل الله أن يقيض لأمة الإسلام من يعيد لها مجدها.. ويقيم فيها كتاب ربها.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

Hasnamhg.Blogspot.com

          ================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق