الاثنين، 17 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (38)

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن   (38):
سورة سبأ..
تتحدث السورة عن نموذجين متناقضين للحضارات: حضارة مؤمنة مستسلمة لله وهي حضارة داوود وسليمان عليهما السلام ، وحضارة عاصية رافضة لدين الله.
فالموذج اﻷول والذي يتمثل بالحضارة المؤمنة هو نبي الله داوود الذي آتاه الله الملك
( ولقد ءاتينا داوود منا فضﻻ يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد) سبأ (10)
فلما استسلم لله تعالى وأﻻن قلبه لله أﻻن الله له الحديد.. وكذلك كل مؤمن إذا أﻻن قلبه لله طوع الله له كل شيئ ويسر له كل عسير وسخر له الكون كله.. وﻻحظي قوله (أوبي).. (وألنا).. (وارسلنا) فكلها تصور كيف سخر الله تعالى الكون كله لهذه الحضارة المؤمنة..
أما النموذج الثاني فهي الحضارة التي لم تستسلم لله فعوقبت وانتهت وسميت السورة باسمها لتكون عبرة لمن يعتبر (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إﻻ الكفور) سبأ (17)
وبعد عرض المثالين يعمم القاعدة بأن تكذيب الحضارات وكفرها بالله هو سبب هﻻكها (وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما ءاتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير ) سبأ (45)
فبينت اﻵية الكريمة أن هناك أمما كانت أقوى عشر مرات من قريش ومع ذلك فقد فنت وانتهت ﻷن سنة الله جرت عليها.. وستجري على كل حضارة لم تتخذ طاعة الله منهجا لها.
اللهم اختصنا برحمتك وهب لنا قلوبا تصلح لطاعتك
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق