السبت، 8 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 29):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 29):
سورة النور..نور القلب ونور المجتمع..
تعالج سورة النور قضية حفظ اﻷعراض وحمت المجتمع المسلم بوضع ظوابط هي بمثابة سياج يحفظ هذا المجتمع إن هو أحسن تطبيقها..وهلم معنا لنرى ما هي هذه الظوابط وما تأثيرها على صيانة أعراض المسلمين..
1/اﻻستئذان:فﻻ يدخل رجل على امرأة بمفردها في بيتها وﻻيخلو رجل بامرأة إﻻ ذات محرم.. بل وﻻيدخل اﻷوﻻد على أبويهم في أي وقت يشاؤون بﻻ استئذان وكذلك الخدم.. اقرئي معي..
( ياأيها الذين ءامنوا ﻻتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا...) النور (27)
( ياأيها الذين ءامنوا لستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثﻻث مرات...) النور (58)
فهذا مايخص أدب اﻻستئذان في ديننا فمن لنا بدين أو نظام يدخل إلى البيوت وينظم العﻻقات حتى في اﻷسرة بينها وبين بعضها.

2/غض البصر: وهذا اﻷمر متوجه للرجال والنساء جميعا
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم..) النور (30)
( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن...) النور (31)
وكما قالت سيدة نساء العالمين فاطمة -رضي الله عنها-:خير للنساء  أﻻيرين الرجال وﻻيراهن الرجال.
3/تزويج الشباب: وذلك لسد طريق الفواحش أمام الشباب الذين ﻻيستطيعون الزواج لضيق ذات اليد ووعد جل شأنه بأن يغنيهم من واسع فضله..
( وانكحوا اﻷيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) النور (32)

4/منع البغاء: شددت على أولياء اﻷمور الذين يدفعون فتياتهم على الزنا ليربحوا من ورائهم..ومع أن اﻵية نزلت في رأس المنافقين عبد الله بن سلول إﻻ أننا ولﻷسف نرى بعض أولياء اﻷمور قد سلبت الغيرة من نفوسهم فأصبحوا ﻻينكرون في بيوتهم منكرا وﻻيأخذون على يد مولياتهم في منكر.
5/الحجاب: وهي من أهم الوسائل التي تمنع وقوع الرجال في الفاحشة.. فاﻷمر بالحجاب من جهة النساء واﻷمر بغض البصر من جهة الرجال.. وقد فطن أعداء اﻹسﻻم بسر الحجاب في حماية المجتمع فحاولوا بكل طريق نزع الحجاب وانسﻻخ المرأة من حيائها ﻻبلغلهم الله مايريدون.

6/اﻷمر بالستر ومنع إشاعة الفاحشة قال تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا واﻵخرة...) النور (19)

وبعد كل هذه المحترزات إن وقع امرئ مسلم في الفاحشة فإنه ﻻيستحق العقوبة حتى يشهد على فعله أربعة شهداء أو يعترف على نفسه بأنه فعل.. وبهذا نعلم بأن ديننا الحنيف ﻻيتشوف للحد أبدا.. وﻷن يخطئ الحاكم في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة في نظر شرعنا المطهر فهل يقال بعد هذا أن اﻹسﻻم دين الوحشية ويهدف إلى تشويه أبنائة بهذه العقوبات؟!
كﻻ والذي رفعها سبعا ما أراد اﻹسﻻم إﻻ صيانة أبنائه.. وطهارة مجتمعه..
وأجمل مافي هذه التوجيهات أنه يرشد إلى التوبة بعدها..
( إﻻ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا..) النور (5)
( وتوبوا إلى جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور (31)

بقي أن نعرف لماذا سميت بسورة النور..
في تسمية هذه السورة بسورة النور يدل على أن العمل بهذه التعاليم يضيء المجتمع بنوره فشرع الله نور للمجتمع.. لكن أين نجد هذا النور؟!
تجيب على هذا السؤال هذه اﻵية
( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو واﻵصال * رجال ﻻتلهيهم تجارة وﻻبيع عن ذكر الله...)
فغض البصر والبعد عن الفواحش إنما يتمثله من اعتاد وارتاد المساجد..والنبي صلى الله عليه وسلم إنما خرج الجيل اﻷول من المسجد ولن يصلح آخر هذه اﻷمة إﻻ بما صلح به أولها.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا..وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق