💬فتح الرحمن في تدبر القرآن(46 ):
وقفات من الجزء السادس والعشرون.
١/ سورة محمد: طاعة النبي صلى الله عليه وسلم شرط صحة العمل..
يتضح هذا المعنى في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) محمد "٣٣"
وبالمقابل فإن بغض ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يحبط العمل ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) محمد "٩"
قال الإمام أحمد - رحمه الله - " نظرت في القر آن فرأيت أن طاعة الرسول قد أتت في القرآن ٣٣ مرة" ثم قرأ ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
٢/ سورة الفتح: نزلت والنفوس جريحة.
ماذا لو قيل لك أنك مدعوة لرحلة عمرة أو زيارة لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فاعددت العدة
ثم أُخبرت أنه لا مجال ولا يمكن فما هو شعورك؟
ماذا لو وصلت إلى مشارف مكة - شرفها الله- ثم قيل لك لن تدخلي؟
ماذا لو كانت مكة بلدك التي ولدت فيها ونشأت على نسيمها وتنشقت هواءها ثم قيل لك انت ممنوعة من دخولها.. بعد غياب طويل عنها؟!
هذا هو تماما ما حدث للصحابة رضوان الله عليهم وقت نزول السورة.. فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا - ورؤيا الأنبياء حق- أنه يدخل المسجد الحرام
فخرج هو وأصحابه إليها معتمرين.. وقد أخذ الشوق منهم كل مأخذ لبلد قد حرموا منها وهي مسقط رؤسهم وملاعب صباهم.
لكن الخبر وصل لقريش الذين أخذوا على أنفسهم الأيمان المغلظة أن لا يدخل محمد وأصحابه مكة ما دام في قريش عرق ينبض.. وكان صلح الحديبية وصُد المسلمون عن المسجد الحرام وهم على بعد أميال قليلة منه على أن يأتوا العام القادم.. إضافة إلى الشروط المجحفة التي تضمنها هذا الصلح
مع هذه الظروف الحالكة المظلمة سمى الله جل وعلا هذا فتحا!!
نعم فليس كل ما يحيط بك من ظروف تزعجك وتحبطك هي شر فالله جل وعلا لا يقدر شرا محضا.. وفعلا جاءت بعدها فتوحات لم يكن المسلمون يحلمون بها..
لكنه الصبر!! وأنعم بها من مطية.
٣/ سورة الحجرات.. سورة الأخلاق.
فهذه السورة بينت أدب المسلم مع من يتعامل معه سواء في دينه أو دنياه لنتتبع سويا:
☆ مع النبي صلى الله عليه وسلم
(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول...) الحجرات "٢"
( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى....) الحجرات " ٣"
☆ مع ما ينقل لك من أخبار
( يا أيهاالذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا... ) الحجرات "٦"
وما أحوجنا لهذا الأدب في زمن التقنية ووسائل التواصل
☆ مع المؤمنين:
( إنما المؤمنون إخوة... ) الحجرات "١٠"
☆ إصلاح ذات البين:
( وإن طا ئفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...) الحجرات " ٩"
☆ مع العلاقات الاجتماعية:
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم .... ) الحجرات " ١١"
( يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن....) الحجرات " ١٢"
☆ مع الناس كلهم:
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...) الحجرات" ١٣"
☆ أدب التعامل مع الله:
ويتحقق باستشعار نعمة الإيمان وأنه عطاء ومنحة منه تعالى ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) الحجرات" ١٧"
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها إلا أنت.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري
Hasnamhg.Blogspot.com
================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق