الجمعة، 14 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(35):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن  (35):
سورة الروم.. دعوة للتأمل..
سورة الروم هي أكثر سورة ورد فيها قوله (ومن آياته) لذلك تنتقل بنا اﻵيات في أرجاء ملك الله في الكون وتدعونا للتأمل في آياته الواضحة البينة..وكأن هذه اﻵيات تذكرنا أن لله في ملكه كتابان: كتاب الله المنظور الذي هو الكون بعجائبه وأسراره وكتاب الله المقروء الذي هو القرآن.. وكل من الكتابين يدل على اﻵخر فسورة الروم جزء من اﻵيات المقروءة لكنها تأخذ عينيك وتقول لك انظر إلى دفتر الكون لتستدل على الله من خﻻل آياته الكونية..
لكن لماذا تسمى سورة اﻵيات الكونية بسورة الروم؟! وماعﻻقة  الروم بهدف السورة؟
ﻷن انتصار الروم على الفرس بعد انتصار الفرس عليهم آية تاريخية.. فالفرس انتصرت على الروم انتصارا ساحقا لم فيه للروم قائمة لكن وعد الله ﻻيخلف فنزلت اﻵيات تخبر المؤمنين أن الروم سيتصرون  على الفرس في بضع سنين..
وكأن هذه اﻵية موجهة لنا في هذا العصر فﻻ يغرنكم حضارة الغرب وقوتهم فالله منجز وعده وغالب على أمره ومتم نوره.. فدين الله ظاهر ولو كره الكافرون..
وتمضي السورة في ذكر آية اقتصادية (وماآتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فﻻ يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) سورة الروم (39)
والمعنى أن الربا ﻻيزيد المال بل ينقصه.. ويأتي علم اﻻقتصاد الحديث فيثبت أن أفضل وسيلة تجعل اﻻقتصاد مستقرا هي أن تكون نسبة الفائدة صفرا بالمائة أي بإلغاء الفوائد كليا ثم يثبت علم اﻻقتصاد أيضا أن الزكاة هي من أفضل اﻷساليب التنموية.. أليست آية تستحق التأمل؟!
-في قوله تعالى (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن اﻵخرة هم غافلون) الروم (7)
كم ممن نراهم في حياتنا اليومية تنطبق عليهم هذه اﻵية فترينهم يعلمون كل شئ عن الموضة والتقنية واﻷسواق والمطاعم والسفريات والسياحة...ووو
لكنهم  ﻻيعرفون شيئا عن أحكام صﻻتهم أو دينهم أو مستقبلهم اﻷخروي.. وكأن هذه اﻵية تنعى عليهم عقولهم.. فهل نحن معتبرون..
اللهم ردنا إليك ردا جميﻻ.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق