الأحد، 23 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(44):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن(44 ):
سورة غافر.. دعوة وتفويض
وهذا هو محور السورة الأساسي
الدعوة إلى الله.. وظيفة الرسل.

ومن سلك هذا الطريق فلا بد من أن يلحقه الأذى ممن يدعوهم وهذه سنة الله في خلقه لذلك تجدين أن لفظ الجدل ومشتقاتها تتكرر كثيرا في هذه السورة من مطلعها إلى آخرها (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) غافر " ٤"
(الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ) " ٣٥"
(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) غافر "٥٦"
(ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون) غافر "٦٩"
فلاحظي كم مرة تكرر اللفظ باساليب مختلفة لتعرفي أن من كانت وظيفته الدعوة فلا بد أن يتعرض لمواقف الجدل والممارة وكأنه يشير إلى ضرورة أن يتسلح الداعية بالعلم حتى تقوى آلته فيرد الشبهة بالحجة.. مستعينا بالله مفوضا أمره إليه.
ولأن السورة هي عبارة عن وحدة مترابطة فكل مايذكر فيها من أمثال وقصص لابد أنها ترتبط بمحور السورة الأساسي..
وهنا في سورة غافر ذكر - جل وعلا- لنا قصة لم تذكر إلا في سورة غافر وهي قصة مؤمن آل فرعون.
وهي تفصل للداعية كل مايحتاج إليه من أدوات الدعوة.. وتبين أن الله قد يخرج من قوم أعداء للدعوة من يدافع عنها.. والله غالب على أمره
ولنتتبع حوار هذا المؤمن ونستخرج منه ما يحتاجه الداعية من وسائل توصل دعوته بأفضل صورة.. لنتعلم دروسا رائعة في الدعوة إلى الله:
١/ الإقناع العقلي( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) أهذا سبب يجعلكم تقتلون نبيكم موسى عليه السلام؟! أليس من الإنصاف أن تسمعوه وبعد ذلك تقرروا موقفكم منه قبولا أو رفضا؟!
٢/ إنزال الناس منازلهم
( ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا)
ولاحظي الذكاء حين تحدث عن
الملك قال ( لكم الملك ) فعظمهم لكنه حين أراد تحذيرهم جعل نفسه واحدا منهم ( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا)
٣/ صدق العاطفة:
( وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد)
فمن أراد أن يؤثر في الناس فلا بد أن يشعرهم بحبه لهم ورحمته وخوفه عليهم.
٤/ استخدام التاريخ في الدعوة:
( وياقوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب * مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم...)
٥/ التذكير باليوم الآخر:
( وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد)
ويكرر هذه الأساليب ويراوح بينها
وأخيرا يختم دعوته بتفويض الأمر لله ( فتذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله) فطلب العون والعوذ والنصر والتأييد من الله هو السلاح الخفي الذي لايقل أهمية عن السلاح الظاهر.
ثم تشير السورة إلى أهمية الدعاء وصدق اللجوء إلى الله أن يكتب لدعوته القبول ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )
أسأل الله أن يجيب لي ولكم الدعاء.. ويكلل الجهد بالتوفيق فذلك هو الرجاء
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

Hasnamhg.Blogspot.com

          ================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق