الأحد، 23 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (47)

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن(47 ):
وقفات من الجزء السابع و العشرون
١/ سورة الذاريات.. ففروا إلى الله
إن محور هذه السورة هو أن الرزق بيد الله.. ولذلك جاء القسم في أول السورة يخدم هذا الغرض " والذاريات ذروا" الملائكة تسوق الرياح فتفتت السحاب فتمنع نزول المطر بأمر الله
" الحاملات وقرا" أيضا الملائكة تسوق الرياح لتجمع السحاب فينزل المطر بأمرالله
فانظري كيف أن السبب واحد وهو الرياح لكنه مرة يمنح ومرة يمنع!! وكذلك في حياتنا قد يكون ماهو سبب الرزق لشخص مانعا عن شخص آخر.. فسبحان الله المدبر القدير.
" فالجاريات يسرا" السفن تجري في البحر بأرزاق العباد
" فالمقسمات أمرا " الملائكة تقسم أرزاق العباد بأمرالله
ثم تأتي آية غاية في الوضوح حول محور السورة ( وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
وختم السورة بقوله ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فلا يشغلنك طلب الزرق عن العبادة.. فاجتهدي فيما خلقت له.. يتكفل الرزاق برزقك.

٢/ سورتي القمر والرحمن..
هدف سورة القمر " تعرف على الله من خلال النقم" بينما سورة الرحمن هدفها " تعرف على الله من خلال النعم"
فسورة القمر سردت قصص عدد من الأقوام ومصيرهم بعد التكذيب وكانت تختم كل قصة بقوله ( فكيف كان عذابي ونذر) ( فذوقو عذابي ونذر)
ثم تعقب السورة بالإشارة إلى أن كفار مكة ليسوا أفضل ولا أكرم من أولئك الأقوام ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر) وتلك سنة الله في خلقه " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" وليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب " من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها"
- وأما سورة الرحمن فهي سورة الامتنان بالنعم ولذلك تلاحظي تكرر قوله ( فبأي ءالاء ربكما تكذبان)
وقد يرد سؤال هنا حول هذه القضية وهي أنه لما وصف جل شأنه النار وعذابها كانت هذه الآية حاضرة أيضا ( فبأي ءالاء ربكما تكذبان) فهل عذاب النار نعمة؟! حتى يمتن بها علينا؟
نقول نعم.. إن تعذيب الكافر والمقصر والظالم هو من تمام عدل الله جل وعلا وحين يرى المؤمنون الذين طالما جاهدوا في هذه الدنيا وحرموا أنفسهم ملذاتها وعذبوا وأوذوا في سبيل الله حين يرون من عذبوهم في الدنيا يعذبون في الآخرة ويؤخذ بثأرهم تقر أعينهم بعدل ربهم .

٣/ سورة الحديد ..
التوازن بين الروحانية والمادية
• أمة الإسلام والحديد.. إن من الحقائق المحزنة أن أمتنا اليوم و التي نزل في كتابها سورة بسم الحديد لا تجيد صناعة الحديد!! فالحديد هو بلغة اليوم رمز الصناعات الثقيلة.. ونحن مأمورون بها أمرا صريحا ( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة) فأين نحن من هذا الأمر الإلهي..
نعود للتوازن الذي تدور حوله السورة..
تحدثت السورة عن أناس عاتبهم الله بسبب قسوة قلوبهم ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
وفي المقابل تحدث السورة في آخرها عن أناس تفرغوا للعبادة تماما وتركوا الدنيا (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم)
فالغلو في كلا الجانبين مذموم
والتوازن هو المطلوب لذلك اقرئي هذه الآية ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)
وتلاحظين أنه منذ بداية السورة وصف الله جلت قدرته نفسه بهذا العدل ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن)
وكذلك هو في علمه ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها)
وكذلك في خلقه ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)
فهل بعد هذا يأتي من يشكك في هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

Hasnamhg.Blogspot.com

          ================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق