الأحد، 16 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (37 )

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن (37 )
سورة اﻷحزاب.. إستسﻻم وتسليم..
هذه السورة هي من أكثر سور القرآن تصويرا لمواقف حرجة قد يمر بها اﻹنسان وتتطلب منه تسليما وطاعة مطلقة لله ورسوله. .فحادثة اﻷحزاب هي نفسها صورة لموقف بغاية الصعوبة ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت اﻷبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزاﻻ شديدا ) اﻷحزاب ( 10 - 11 )
وبعد ذلك كان موقف محرج آخر وهو طﻻق زيد - رضي الله عنه - لزينب بنت جحش - رضي الله عنها - ومن ثم أمْرٌ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. بالزواج منها..
ثم إلغاء التبني تلك العادة المتأصلة في نفوس العرب..
ويأتي موقف صعب آخر وهو أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.  طلبن زيادة النفقة.. فأراد الله اختبارهن بامتحان صعب..( ياأيها النبي قل ﻷزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميﻻ * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار اﻵخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ) اﻷحزاب ( 28-29)

وهكذا نرى أن السورة تضمنت الكثير من المواقف الحرجة والصعبة التي قد يمر بها المسلم.. وتصل بنا سلسلة اﻻختبارات إلى النساء فثمة اختبار صعب في انتظارهن اقرئي معي (يأيها النبي قل ﻷزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جﻻبيبهن ) اﻷحزاب ( 59)
وهذه اﻵية باﻹضافة إلى اﻵية )) 31 ) من سورة النور ذكرت تفاصيل حجاب المرأة بشكل دقيق ففي سورة النور أتى تفصيل الجزء العلوي من اللباس ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أما سورة اﻷحزاب فقد وصفت لباس المرأة المسلمة السفلي (يدنين عليهن من جﻻبيبهن ) اﻷحزاب ( 59)
فهل من مشكك بعد هذا في وجوب الحجاب؟!
وتأتي آية محورية في السورة لتوضح هدف السورة بجﻻء..
( وما كان المؤمن وﻻمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)
اﻷحزاب (36)
وتختم السورة بمعنى لطيف:
( إنا عرضنا اﻷمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اﻹنسان إنه كان ظلوما جهوﻻ) اﻷحزاب (72)
فهذا استسﻻم الجماد الذي ﻻيعقل.. فما بال الذين يعقلون ﻻيستسلمون!!

-في قوله تعالى (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها...) اﻷحزاب (37)
تضمنت هذه اﻵية اسم صحابي هو الوحيد من الصحابة الذي ورد اسمه صريحا في القرآن..
فما السبب؟!.. هل هو أفضل الصحابة؟!
قطعا ﻻ.. فأفضل الصحابة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإجماع اﻷمة.. فلماذا إذا يذكر زيد دونا عن الصحابة؟!
أوﻻ نريد أن نؤسس قاعدة: وهي أن منهج القرآن الكريم أنه ﻻيذكر أسماء وإنما يذكر صفات ﻷنه كتاب منهج فيدخل في الصفة كل من اتصف بها.. فإذا ذكر اسما فﻻبد أن يكون هناك حكمة وراء ذكر اﻻسم..
فنعود للسؤال لماذا زيد بالذات؟
معلوم أن زيد بن حارثة هو حِبّ النبي صلى الله عليه وسلم.. وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تبناه قبل اﻹسﻻم وكان اقتران اسمه باسم النبي صلى الله عليه وسلم تاجا على رأس زيد ومفخرة وأي مفخرة!! فلما أبطل اﻹسﻻم عادة التبني وانفك اسم زيد عن اسم النبي صلى الله عليه وسلم فقد زيد هذا التاج.. فعوضه الله بأن ذكر اسمه في كتابه.. ويتعبد المسلمون بتﻻوته إلى أن يرث الله اﻷرض ومن عليها..  فسم زيد يساوي ثﻻثين حسنة !! حين تقرأها من القرآن فرضي الله عن زيد وصلى على نبيه وسلم..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبته/الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق