السبت، 15 يوليو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(36)

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن  (36):
سورة لقمان سورة الحكمة..
فقد ركزت السورة على الحكمة من أول آية.. ( تلك آيات الكتاب الحكيم) لقمان (2)
وحتى عندما أنكرت على من يصد عن سبيل الله (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم...) لقمان (6) ولهو الحديث عكس الحكمة
وأول آية تحدثت عن لقمان جاء فيها ( ولقد آتينا لقمان الحكمة...) لقمان (12) وكأن وصايا لقمان ﻻبنه التي جاءت في السورة هي عصارة حكمته وتجاربه في الحياة ينقلها لمن يأتي بعده..
وقد ركزت تلك الوصايا على عدة  محاور نمر عليها مرورا سريعا:
1/توحيد الله
2/بر الوالدين
3/العبادة واﻹجابية
4/فهم حقيقة الدنيا
5/الذوق واﻷدب في التعامل مع الناس
وفي قول لقمان (يابني) وتكرارها على مسمع ابنه تذكير له بعاطفة اﻷبوة وأنه ما وعظه إﻻ ﻷنه يحبه.

-في قوله تعالى (واصبر على ما أصابك إن ذلك *من* عزم اﻷمور) لقمان (17) تأتي شبيهة هذه اﻵية في سورة الشورى ( ولمن صبر وغفر إن ذلك *لمن* عزم اﻷمور ) الشورى (43)
مع زيادة اللام في آية الشورى وهذه الﻻم تسمى عند البﻻغيين بﻻم التوكيد أو الﻻم المزحلقة!! وغرضها التوكيد كما هو ظاهر من اسمها وأما تسميتها بالمزحلقة ﻷنها ﻻتأتي إﻻ مع إن التي هي للتوكيد أيضا فزحلقت هذه الﻻم إلى الكلمة التي بعد إن حتى ﻻيتجاور المؤكدان.. لكن ماأود الوقوف عنده لماذا جاءت هذه الﻻم مع آية الشورى دون آية لقمان؟
نقول إن آية لقمان جاءت في الصبر على ماأصاب اﻹنسان من أقدار الله المؤلمة..والصبر عليها أخف..أما آية الشورى فجاءت في الصبر على أذى الناس وهي أشق وأصعب تحمﻻ فجاءت مؤكدة بالﻻم.. والله أعلم

ومضة:
ليس المطلوب فقط تطبيق أحكام القرآن.. بل ﻻبد أن يقوم في القلب معنى آخر يظهر به ذل العبودية له سبحانه وهو طأطأة القلب ورقته فور تلقيه القرآن
قال تعالى (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم...) الحج (54)
سددني الله وإياكم لقول الحق والعمل به
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق