الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 25):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن  ( 25):
سورة طه.. سر السعادة!!
أول ماتبدئين بقراءة هذه السورة تشعرين أنها تأسر قبلك بكلماتها..
( طه* ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى *إﻻ تذكرة لمن يخشى )
فالقرآن سر سعادتكم أيها المسلمون..ولن يكون يوما سببا لشقاء من يتخذه منهجا وسلوكا..
إذا ماهو سبب الشقاء؟!
سبب الشقاء ذكره جل شأنه في آخر السورة اقرئي معي..
( وإذ قلنا للمﻻئكة اسجدوا ﻷدم فسجدوا إﻻ إبليس أبى * فقلنا ياآدم إن هذا عدو لك ولزوجك فﻻ يخرجنكما من الجنة فتشقى ) (116 -117)
إذن كل من اتخذ الشيطان وليا فهو في شقاء وكل من اتخذ القرآن دليﻻ فهو في سعادة..
ونحن ﻻنعني بقولنا سعادة.. أن الحياة تخلو من الصعوبات وطريقا مفروشا بالورود.. لكننا نقصد بها تلك الطمأنينة والسكينة التي يشعر بها من سلك سبيل الصالحين.
ولذلك ورد في هذه السورة قصة لنبي من أنبياء الله.. موسى الكليم وقصة موسى تحمل في طياتها مﻻمح رحمة الله وسط صعوبة الحياة وشدتها.. وماذلك إﻻ ﻷنه موصول بربه مستعين به في كل اﻷحوال.. راض بقضائه مطمئن بحكمته..
ومن خفي اللطف تلك العناية الربانية التي أحاطت بذلك النبي الكريم.. تقرئين مﻻمحها في مثل هذه اﻷيات: (واصطنعتك لنفسي.. ﻻتخافا إنني معكما أسمع وأرى.. ﻻتخف إنك أنت اﻷعلى)
فكل تلك الرحمة.. كانت تطمئن قلب موسى وتثبته..

ومن لطفه جل وعﻻ أنه أمّن لنبينا صلى الله عليه وسلم كثيرا من اﻷمور التي أمّنها لموسى تثبيتا وتطمينا.. فلما قال موسى (رب اشرح لي صدري)
قال الله لنبيه (ألم نشرح لك صدرك) ولما قال الله لكليمه ( ولتصنع على عيني) قال لنبيه وخليله ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)..

💥وبالمقابل ذكرت لنا سورة طه نموذجا للشقاء الحقيقي في البعد عن الله ومحاولة إضﻻل الناس.. إنه "السامري" أضلَّ بني إسرائيل بعبادة العجل فبينت اﻵيات شقاء هذا الرجل.. اقرئي قوله تعالى (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ﻻمساس وإن لك موعدا لن تخلفه)..طه (97)

وتأتي آية تبين لنا السبب الحقيقي للشقاء حري بي وبك أن تفتحي لها أذني قلبك
:
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب اﻵخرة أشد وأبقى) طه (124- 127)

وقمة السعادة وأعلى مقاماتها أن ترضي بقضاء ربك في نفسك وحياتك وفي كل ماقدر لك.. مستعينة بذكرة متقلبة بين عطفه ولطلفه اقرئي معي ختام هذه السورة..
(ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به ازواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى)..
إذاً لاتمدن عينيك.. فضلا عن أن تمد - يديك-
ثم الصبر على أذى الناس..
( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن ءاناء الليل فسبح وأطراف النهار..) كل هذا إلى ماذا يؤدي؟؟ (لعلك ترضى) طه (130)
اللهم أرضنا وارض عنا.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق