الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (3)

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن (3)

قال تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فﻻ جناح عليه أن يطوفو بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)
أشكل على بعض المفسرين عﻻقة هذه اﻵية بما قبلها من اﻷمر بالصبر والصﻻة عند اﻻبتﻻء بالخوف والجوع..فقالت طائفة إن هذه اﻵية متعلقة باﻷمر بتحويل القبلة (فول وجهك شطر المسجد الحرام) حيث أن الصفا والمروة هي تتمة شعيرة الطواف في النسك..
لكن الصواب-والعلم عند الله- أن اﻵية متعلقة بما قبلها مباشرة فالسعي بين الصفا والمروة شعيرة متعلقة بهاجر امرأت إبراهيم -عليه السلام -..وهي مثال للصبر واﻻحتساب واليقين بالله عند الشدائد..فهي تُركت في واد غير ذي زرع ومعها رضيع ونفد الزاد..خوف وجوع..لكنها لم تترك العمل وسعت وجدّت وبحثت حتى أكرمها الله بزمزم..فكأنه يقول لنا تعلموا الصبر والثبات من أمكم هاجر وأنتم تسعون بين الصفا والمروة.
-وفي اﻵية دليل على أن السعي بين الصفا والمروة ﻻتشرع إﻻ في نسك لقوله (فمن حج البيت أو اعتمر) بعكس الطواف فإنها تشرع دون نسك..
-قوله (ومن تطوع خيرا) ﻻيقصد به تطوع في السعي بين الصفا والمروة ولكن المقصود التطوع بالحج والعمرة فهو خير..
-هل نفي الجناح في السعي مقصود به رفع الحرج؟! بمعنى أن السعي هنا ليس بواجب في حق من تلبس بالنسك؟!
الجواب عند عائشة رضي الله عنها حيث سئلت عن ذلك فقالت..إن كﻻ من جبل الصفا والمروة قد نصب عليها المشركون صنما (إساف ونائلة) وكان المشركون يطوفون بينهما في وجود هذين الصنمين فوجد المسلمون حرجا في السعي بينهما لهذا السبب..فبين الله-جلت قدرته- أنه ﻻ حرج في الطواف بينهما..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعمﻻ. ياأكرم اﻷكرمين.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق