الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (13):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن  (13):
١/ قال تعالى :( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقاﻻ سقناه لبلد ميت....) اﻷعراف (57)
ثم قال بعدها (لقد أرسلنا نوحا...) ثم سرد عددا من قصص اﻷنبياء مع أقوامهم..
والسؤال : ماعﻻقة نعمة إنزال الغيث بإرسال الرسل؟
إن إنزال الغيث يحيي اﻷرض الميتة وإرسال الرسل يحيي القلوب الميتة.. وكﻻهما رحمة!! فالغيث رحمة للبﻻد وإرسال  الرسل رحمة للقلوب..وهذا يسمى في علم البﻻغة *بحسن التخلص* أي ينتقل من موضوع لموضوع بينهما عﻻقة..
والربط بين إنزال الغيث وإرسال الرسل ورد في غير ماموضع في القرآن اقرأي قوله تعالى (ولقد أرسلنا من قبلك رسﻻ إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين * الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خﻻله...) الروم (47-48)
اللهم أغث قلوبنا باﻹيمان واليقين وأغث بﻻدنا بالخيرات والنعم واﻷمطار يارب العالمين.

٢/قال تعالى (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين)اﻷعراف (78) وكررت في (91) من نفس السورة
فائدة للحفاظ:دائما ما يقترن الرجفة ب {دارهم} وهي مفردة بينما تقترن الصيحة ب {ديارهم} بالجمع..
وهذه قاعدة عامة في كل القرآن ﻷن الرجفة حركة اﻷرض فهي تختص ببقعة معينة منها فناسب اﻹفراد (دارهم) أما الصيحة فهى صوت من السماء فتعم مساحة أوسع فناسب الجمع ( ديارهم)..

٣/قال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين* ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى اﻷرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث...) اﻷعراف (175-176)
قال العلماء إن الله جل وعﻻ ضرب أسوأ مثلين في القرآن لمن علم ولم يعمل فشبهه مرة بالكلب ومرة بالحمار يعنون بذلك قوله(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار...) سورة الجمعة (5)
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الذين يقولون ماﻻ يفعلون.

ومضة
حينَ أرسل بالنُصح
والتذكير لايعني أنني أدعي
المثالية والكمَال لكن هيَ رسائل
أوجهها لنفسي قبلكم وأحفز روحي
بها علّها ترتدع وتناضل لأجل الخير.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق