الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (14)

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن  (14 ):
١/قال تعالى (يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ﻻيجليها لوقتها إﻻ هو....) اﻷعراف ( 187)
ورد سؤال الناس عن الساعة في ثﻻث مواضع من القرآن الكريم وهذه أحد المواطن..
أما الموضع الثاني ففي سورة النازعات قال تعالى :( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها ) النازعات ( 43 - 44 )
أما الموضع الثالث في آخر سورة اﻷحزاب قال تعالى :( يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) اﻷحزاب ( 63 )
ونﻻحظ أن سورتي اﻷعراف والنازعات يتشابه فيها السياق (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) بينما تختلف اﻷحزاب عنهما(يسألك الناس عن الساعة)
والسبب في ذلك - والله أعلم - أن سورتي اﻷعراف والنازعات مكيتان فالخطاب هنا موجه ﻷهل مكة فقط وهم كفار معارضون فجاءت بالضمير العائد على كفار مكة.. أما سورة اﻷحزاب فمدنية والمدينة في ذلك الوقت فيها طوائف شتى يهود ومنافقون ومسلمون جدد وكفار فناسب التعبير بقوله (يسألك الناس عن الساعة).. وحتى بعض المسلمين كان يسأل عن الساعة أيضا (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟  قال : حب الله ورسوله...)
ويؤيد هذا أنه قال في اﻷعراف والنازعات:( قل إنما علمها عند ربي) فأتى بتوحيد الربوبية التي صدق بها المشركون..
بينما في سورة اﻷحزاب قال (قل إنما علمها عند الله) فأتى بتوحيد اﻷلوهية ﻷن اﻹسﻻم والتوحيد قد انتشر وظهر أمره في المدينة وما حولها..

٢/قال تعالى في سورة اﻷنفال (وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون)اﻷنفال(33)
من المعلوم أن في اﻵية أمانان من العذاب كما ذكر العلماء أمان وجوده صلى الله عليه وسلم بين ظهراني المؤمنين وأمان اﻻستغفار..فذهب اﻷمان اﻷول بوفاته صلى الله عليه وسلم وبقي أمان اﻻستغفار إلى قيام الساعة
لكن انظري إلى دقة التعبير القرآني في قوله (ليعذبهم وأنت فيهم) وقوله (معذبهم وهم يستغفرون) فجاءت اﻷولى بالجملة الفعلية التي تدل على حدث وزمن كما يقول أهل اللغة بينما جاءت الثانية بالجملة اﻻسمية والتي تدل على الثبوت والدوام واﻻستمرار ﻷن أمان اﻻستغفار دائم مادامت السموات واﻷرض لكن أمان وجوده صلى الله عليه وسلم انقطع بوفاته
ولا ريب أن اﻻستغفار يسهل كل عسير حتى في أيام حياته صلى الله عليه وسلم..ففي صلح الحديبية عندما رجع المسلون دون أن يدخلوا مكة وسلكوا في ذلك طريق الساحل وكان طريقا صعبا ذو صخور صلبة فشق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يكثروا من اﻻستغفار ففعلوا رضوان الله عليهم. .فسر لذلك صلى الله عليه وسلم ﻷن صحابته استجابوا ﻷمر الله وأمر رسوله في حين خالفت اليهود أمر ربها حين قال لها (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم..) فظهر بذلك فضل الصحابة رضوان الله عليهم.

اللهم اجعلنا ممن استغفرك فغفرت له وممن دعاك فأجبته.
كتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق