الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(7):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن(7):
قال تعالى في صدر سورة آل عمران:(هو الذي يصوركم في
اﻷرحام كيف يشاء ﻻإله إﻻ هو العزيز الحكيم)
ماسر ذكر التصوير في اﻷرحام في صدر السورة؟
قاعدة أغلبية في معظم سور القرآن تأتي في الغالب في صدر السورة آية تلخص لك محتوى السورة ومقصدها ومغزاها..وإليك بعض اﻷمثلة..
1. في صدر سورة اﻷعراف قال عز من قائل (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون) هذه اﻵية لخصت لك مقصد السورة والتي حوت الكثير من القصص في سياق عقوبات تتابعت وتتابع عليها اﻷمم فعند قراءتك هذه اﻵية تتعرف على مضمون السورة..فكأنها إرهاص وتوطئة لما سيأتي..
2.في قوله تعالى في صدر سورة القصص (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في اﻷرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) هذه اﻵية أعطت النتيجة النهائية لما سيقصه الحق-جلت قدرته - من خبر موسى -عليه السلام- وكيف مكن الله له ولبني إسرائيل..
واﻷمثلة في هذا كثيرة.. لك أن تتبيعها في سور القرآن وتجدين في ذلك متعة كبيرة.
لكن نعود ونقول ما هو السر في قضية ذكر التصوير في اﻷرحام في صدر سورة آل عمران؟
هذه السورة في الحقيقة تجادل أهل الكتاب وباﻷخص النصارى وتبين حقيقة عيسى-عليه السلام - وكيف أن الله -جلت قدرته - خلقه من أم بغير أب.. فجاء التذكير بالخلق والتصوير في اﻷرحام إرهاصا وتوطئة لما سيقرره تبارك وتعالى من خلق عيسى -عليه السلام - بهذه الصورة على غير ما اعتاده الناس ثم أقام عليهم الحجة مرة أخرى بأنه خلق آدم -عليه السلام - دون أب وﻻأم فقال عز من قائل (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
ونذكر ايضا وقفة اخرى لها علاقة بسورتي الفاتحة والبقرة وهو أن سورة البقرة كانت في مجملها خطاب لليهود ولهذا كثر فيها النداء ب ( يابني اسرائيل) بينما  سورة آل عمران تخاطب النصارى فجاء الخطاب ب ( يا أهل الكتاب)..
وقد امرنا الله جلت قدرته في سورة الفاتحة بأن يهدينا الصراط المستقيم ويبعدنا عن سبيل المغضوب عليهم وهم اليهود وعن سبيل الضالين وهم النصارى
فاجمل ذلك في الفاتحة وفصل البقرة سبيل اليهود وفي آل عمران سبيل النصارى فتأملي.. أرشدك الله لطاعته 
بلغني الله وإياكم من الخير أكمله وجعلني الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق