الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 9):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن  ( 9):
قال تعالى:( ومالكم ﻻتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها....) سورة النساء (75)
القرآن الكريم كتاب فصاحة وبﻻغة فهو دائما يأتي بأخصر اﻷلفاظ ليؤدي أعظم المعاني وهذه هي البﻻغة..ومتى ماأطنب القرآن (أي زاد وأكثر الكلمات) فاعلم أن وراء ذلك اﻹطناب معنى عظيما يختبئ وراء ذلك اﻹطناب..
ففي اﻵية التي بين أيدينا قال عز من قائل (القرية الظالم أهلها) فأكثر اﻷلفاظ ..في حين أنه باﻹمكان تقليلها فلو قيل-في غير القرآن - القرية الظالمة ﻷدى المعنى مختصرا..وورد في القرآن نفسه هذا التعبير بنفس الطريقة فقال جل وعﻻ (وضرب الله مثﻻ قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان....) سورة النحل (112)
فوصف القرية بأنها آمنة وكان يمكن أن يصف القرية في اﻵية التي نحن بصدد الحديث عنها بأنها ظالمة وذلك على لسان المؤمنين المستضعفين.. لكنه عدل عن اﻻختصار إلى اﻹطناب فما السر في ذلك؟!
أوﻻ لنعرف السبب يجب أن نعرف ماهي القرية المقصودة في اﻵية الكريمة.. إنها مكة شرفها الله!
فلو قال القرية الظالمة لوصف أطهر بقاع اﻷرض وأحبها إلى الله وإلى نبيه صلى الله عليه وسلم.. بالظلم وهذا ﻻيليق أبدا بشرف المكان..
لكن ماذا نستفيد نحن كقراء غير متخصصين في البﻻغة من هذه النكتة البﻻغية؟
أوﻻ أن نعظم ماعظمه الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
وأن نتأدب بأدب المؤمنين الذين نقل القرآن كﻻمهم وكون الظلم لحق بهم لم يدفعهم ذلك ﻷن يتعدوا على مكان عظمه الله بوصف غير ﻻئق..
اللهم زينا بزينة اﻹيمان واجعلنا هداة مهتدين شاكرين لنعمك مثنين بها عليك..يارب العالمين

وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق