الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 24):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن  ( 24):
سورة مريم.. الحنين إلى الذرية!!
١/ منذ بداية السورة تستشعرين هذا المعنى في قصة زكريا عليه السلام وهي فطرة ﻻيﻻم عليها بنو آدم..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي نيتك وأنت تريدين اﻹنجاب؟! هل من أجل التمتع بالولد فقط؟! ثم ماذا ستورثينهم؟! هل هو المال والعقارات؟؟؟
إن في سورة مريم سبب أرقى لﻹنجاب.. وهو المحافظة على الدين من خﻻل توريثه ﻷجيال قادمة تحافظ عليه وتتمسك به اقرئي قوله تعالى (فهب لي من لدنك وليا* يرثني ويرث من آل يعقوب  واجعله رب رضيا)مريم (5-6)..
فالسورة تحدثنا عن نماذج ﻷشخاص أنجبوا أبناء بنية تسليمهم أمانة هذا الدين.. وهذه هي النية السليمة لكل راغب في اﻹنجاب..
ومتى ما تغيرت هذه النية فانظري ماذا يكون مصيرهم.. ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصﻻة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) مريم (59).. عياذا بالله من هذا المصير
وتختم السورة بمعنى عظيم وهي أن حاجة البشر إلى الذرية دليل على نقصهم  وأن وجود الذرية كمال بالنسبة لهم.. بل وحاجة ملحة.. أما بالنسبة للخالق جل شأنه فإنه كامل بذاته ونسبة الولد له انتقاص من ربوبيته فﻻ يحتاج الولد ﻷنه حي ﻻيموت كامل ﻻيلحقه نقص..فنزه نفسه تبارك وتعالى عن اتخاذ الولد بلهجة شديدة في آخر السورة..اقرئي معي.. (وقالوا اتخذ الله ولدا* لقد جئتم شيئا إدا* تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق اﻷرض وتخر الجبال هدا* أن دعوا للرحمن ولدا* وماينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) مريم (88-92)

٢/سورة مريم هي السورة الوحيدة التي سميت باسم امرأة بل هي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها صريحا في القرآن وسبب ذلك أن ماحصل لمريم أمر خارق للعادة وهي أن تنجب وليدا بغير أب فخلد الله ذكرها في كتابه..
وكذلك لكثرة الجدال حولها من أهل الكتاب فاليهود يعتبرونها زانية.. والنصارى يرفعونها لدرجة اﻷلوهية..فحسم القرآن أمرها وبين حقيقة ماعليه هي ووليدها..
وما يلفت النظر هو أن القرآن سمى سورة منه باسم امرأة.. وسمى سورة أخرى باسم النساء وما هذا إﻻ ليبين مكانة المرأة في اﻹسﻻم..فهي نصف المجتمع وتنجب النصف اﻵخر.. فهي بهذا المجتمع كله..فهنيئا ﻻمرأة عرفت الغاية من خلقها فامتثلت ولبت نداء ربها

٣/( كﻻ سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا) مريم (79)
ذكر أن الحجاج بن يوسف الثقفي سجن رجﻻ فجاءت أمه تطلب من الحجاج أن يطلقه..فقالت: والذي حذف كﻻ من النصف اﻷعلى من القرآن.. فتفكر الحجاج وعرض القرآن وكان يحفظه فوجد فعﻻ أن النصف اﻷول من القرآن ليس فيه كﻻ..وموضع سورة مريم الذي أوردناه هو أول موضع يذكر فيه كﻻ ثم يكثر وروده في النصف الثاني ﻻسيما في سور المفصل.. فأعجب الحجاج بفطنة المرأة وأطلق ابنها إكراما لها.
اللهم فقهنا في دينك وارزقنا علما وعمﻻ يارب العالمين.
وكتبته/الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق