الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 12 ):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 12 ):
قال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للمﻻئكة اسجدوا ﻵدم فسجدوا إﻻ إبليس لم يكن من الساجدين) اﻷعراف (11)
جاءت هذه اﻵية في صدر سورة الأعراف وذكر فيها امتناع إبليس عن السجود استكبارا وعنادا.. وسبق وأن ذكرنا أنه
كثيرا ماترتبط أول السورة بآخرها برباط بديع ففي آخر آية من  السورة التي نحنب بصدد الحديث عنها ماذا يقول رب العزة : (إن الذين عند ربك ﻻيستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) (206) سبحان الله ما أبدع هذا على غير مثال إﻻ الحكيم الخبير
والعجيب أنك تجدين هذا أيضا تكرر في سورة الحجر فقال عز من قائل (إﻻ إبليس أبى أن يكون مع الساجدين) (31).. ثم ماذا قال في آخر السورة؟ (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين* واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (99)
فإذا امتنع إبليس عن السجود فاسجد أنت يامحمد ولتسجد أمتك إرغاما للشيطان وجنده وحزبه..
والحق أن إبليس كان صريحا في عداوته لبني آدم ولم يُخف شيئا من الحقيقة (قال فبما أغويتني ﻷقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم ﻵتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم و ﻻتجد أكثرهم شاكرين) اﻷعراف(16-17)
قال العلماء: ولم يقل من فوقهم وﻻمن تحتهم ﻷن العبد إذا رفع رأسه إلى السماء يسأل ربه لم يكن بينه وبين الله حائل.. وإذا وضع رأسه على اﻷرض ساجدا لم يكن بينه وبين الله حائل..
والله جل وعﻻ حذرنا من عداوة إبليس(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) ثم يوم القيامة يقف خطيبا على أهل النار (وقال الشيطان لما قضي اﻷمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم...)
فهل بعد هذا التوضيح والتصريح يتخذ الشيطان وليا وصاحبا وخليﻻ؟!
بل إنه صرح قائﻻ: عجبا لبني آدم يبغضونني ويطيعوني ويحبون ربهم ويعصونه..وصدق وهو كذوب..أو ليس هذا حالنا؟!

الهم كما حرمت على جباهنا أن تسجد لغيرك..وحرمت على أكفنا أن ترفع بالدعاء لغيرك..نسألك اللهم أن ﻻتكلنا ﻷحد سواك..فإن وكلتنا لغيرك وكلتنا إلى ضعف وعورة وإثم و خطيئة..
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق