الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 15):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن ( 15):
قال تعالى(ﻻتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه..) التوبة (108)
قيل أن المسجد المقصود في اﻵية مسجد قباء وقيل المسجد النبوي والمعنى يحتمل كﻻ منهما.
وسيكون حديثنا عن المسجد النبوي 🕌
حيث نفيء إلى تلك اﻷماكن الطاهرة في رحلة ماتعة بإذن الله..فنقول وبالله التوفيق:
المسجد النبوي بناه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ومعه أصحابه وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا... على الجهاد ما بقينا أبدا.
ثم وسعه صلى الله عليه وسلم بعد ما فتح الله عليه خيبر في العام السابع للهجرة.
ثم وسعه كل من عمر وعثمان -رضي الله عنهما - من جهة الجنوب جهة القبلة.
وفي المسجد النبوي اليوم ثﻻثة محاريب :
1.المحراب الذي يصلي فيه اﻷئمة اليوم هو محراب عثمان رضي الله عنه وقد بناه في توسعته
2.المحراب الثاني في الروضة وهو محراب النبي صلى الله عليه وسلم وهو مكان مصﻻه صلى الله عليه وسلم.
3.المحراب الثالث بناه أحد سﻻطين الدولة العثمانية ومكتوب عليه اسم من بناه.
أما عن أساطين المسجد النبوي ففيها أساطين عدة وكل اسطوانة غلب عليها اسم أو وصف لحادث وقع عنده..ومن هذه اﻷساطين:
1.أسطوانة التوبة: وسميت بذلك ﻷن أبا لبابة -رضي الله عنه - أخبر بني قريظة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على قتلهم وأشار إليهم أن الذبح، ثم ندم على ما قال فربط نفسه على تلك الأسطوانه وحلف أﻻ يحل وثاقه إﻻ النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد فعل.. فعرفت تلك اﻷسطوانة بإسطوانة التوبة.
2.اسطوانة الحرس أو اسطوانة علي -رضي الله عنه -:فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) كان أصحابه يحرسونه وكان علي -رضي الله عنه - يقف وراءه والنبي صلى الله عليه وسلم خلف تلك اﻷسطوانة.
3.أسطوانة عائشة-رضي الله عنها-:ﻷن عائشة أخبرت عروة بن الزبير ابن أختها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصﻻة عند تلك اﻷسطوانة.
4.اﻷسطوانة المخلقة: وهي عند المحراب النبوي مﻻصقة له.. ومعنى مخلقة أي مطيبة ﻷن أحد الصحابة رأى نخامة عليها فحكها ثم طيبها فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الصنيع..
وهذه اﻷسطوانة ورد في الصحيح أن سلمة بن اﻷكوع -رضي الله عنه - كان يتحرى الصﻻة عندها فقال له بعض الناس لم تصنع هذا؟ قال:ﻷني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصﻻة في هذا المقام..فكان -رضي الله عنه - يأتي ضحى ويصلي عندها ركعتين..
وهذه اﻷساطين موجودة إلى يومنا هذا وكل اسطوانة مكتوب عليها اسمها.
*منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنعه له غﻻم نجار من اﻷنصار من طرفاء الغابة وكان مكونا من ثﻻث درجات فكان عليه الصﻻة والسﻻم يجلس على الثالثة ويقوم على الثانية ويخطب الناس.. فلما كانت وﻻية أبي بكر -رضي الله عنه - استحيا فكان يجلس على الثانية ويقف على اﻷولى.. ثم جاء الفاروق -رضي الله عنه - فاستحيا فجلس على اﻷولى.. فلما جاء عثمان -رضي الله عنه - عاد إلى ماكان عليه صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقال:لو كان كل خليفة ينزل عمن سبقه درجة ﻻحتاج آخر خليفة أن يكلم الناس من قعر بئر!!!
ثم في عهد معاوية جدد المنبر وجعله تسع درجات، وبقي المنبر بعده على هذا العدد.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( وإن منبري على ترعة من ترع الجنة) وقال (مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)
*قبة المسجد النبوي :بنى هذه القبة السلطان قﻻوون وكانت بيضاء..ثم في عهد السلطان محمود الثاني -من سﻻطين الدولة العثمانية- جعلها خضراء وذلك في عام 1233هجرية فزمن القبة الخضراء حوالي مائتي عام.
*تعرض المسجد النبوي لحريق أواسط القرن السابع الهجري وسبب الحريق أن أحد الخدم نسي فتيلة مضاءة فأحرق فرش المسجد ثم أخرق المسجد بالكلية ماعدا الحجرة النبوية..وهذا من حفظ الله لقبر نبيه صلى الله عليه وسلم. وجدد بناؤه..
ثم أصابه حريق آخر في منتصف القرن الثامن وقيل بل في التاسع ثم جدد مرة أخرى.
*الوليد بن عبد الملك هو من أدخل الحجرة النبوية في المسجد النبوي وذلك ﻷسباب سياسية ﻻيتسع المقام هنا لذكرها..

ويبقى الشوق لتلك اﻷماكن التي وطئ ثراها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم..
ولله در القائل:
أتيتك ماشيا وددت أني... ملكت سواد عيني أمتطيه.
ومالي ﻻأسير على المآقي...
إلى بلد رسول الله فيه..
*في أخر الزمان تهجر المدينة ويخلو منها أهلها وﻻيؤمها إﻻ السباع وجوراح الطير.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال واﻹكرام..
اللهم ارزقنا في المدينة سكنا وفي البقيع مدفنا..وشفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق