الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن(8):

💬فتح  الرحمن في تدبر القرآن(8):
قال تعالى في أواخر سورة آل عمران:(إن في خلق السماوات والأرض واختﻻف الليل والنهار ﻷيات ﻷولي اﻷلباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم....)
وقال في سورة النساء (فإذا قضيتم الصﻻة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم...)
فحث تبارك وتعالى على ذكره في أي وضع كان من قيام وقعود وحتى حال اﻻضجاع الذي قد يظن البعض أنه وضع ﻻيليق بذكره جل وعﻻ..
لكن ما لفت نظري هو ترتيب هذه اﻷوضاع من قيام وقعود وعلى جنب.. في كل من سورتي آل عمران والنساء..بينما في سورة يونس قال عز من قائل(وإذا مس اﻹنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما....) كما تﻻحظين عكس الترتيب هنا فما السر في ذلك؟!
🌳في سورة يونس بين الله -جلت قدرته- حال الداعي أنه مسه الضر فالمريض تكون وطأة المرض عليه شديدة بادئ اﻷمر فيلزم فراشه ثم ﻻيلبث أن يتحسن فيجلس ثم إذا من الله عليه بالشفاء يقوم ويمارس حياته كسائر الناس..أما في سورتي آل عمران والنساء بين تبارك وتعالى أن أفضل اﻷوضاع ذكره قائما كحال الصﻻة فهو أفضل الذكر ثم القعود ثم اﻻضجاع..
وخير الناس من تعلق قلبه بربه فلزم ذكره في كل حال وحين..بل أنه ذكر عن بعض السلف أنه إذا دخل الخﻻء-أكرمكم الله- يأمر غلمانه بقراءة القرآن حتى ﻻيفوت وقت دون أن يذكر ربه أو يسمع ذكرا لربه.. ولم يرد في القرآن شيئا مقرونا بالكثرة إﻻ ذكر الله فأمر بكثرة الذكر (اذكروا الله ذكرا كثيرا) وامتدح الذاكرين (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) وهو أسهل العبادات لكن ﻻيوفق له إﻻ القليل.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق