الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 19):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن  ( 19):
قال تعالى :( ولله يسجد من في السموات واﻷرض طوعا وكرها وظﻻلهم بالغدو واﻵصال ) الرعد (15)
السجود لله طوعا يكون من المؤمن وهذا معروف.. لكن كيف يكون السجود لله كرها؟!
هل تعلمين أنه حتى الكافر يسجد لله كرها؟! وهو مرغم على هذا النوع من السجود؟
اﻹجابة في اﻵية التي بين أيدينا ﻻحظي قوله (وظﻻلهم بالغدو واﻵصال) إن ظل كل شيء إنما هو سجود قهري لله لمن أراد ولمن لم يرد.. ويؤيد هذا آية أخرى في سورة النحل..حيث يقول عز من قائل (أولم يروا إلى ماخلق الله من شيء يتفيؤا ظﻻله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون) النحل (48)
وفي هذا دليل على قدرة الله جل وعﻻ حيث أن كل خلقه تحت مشيئته وقهره (إن كل من في السموات واﻷرض إﻻ آتي الرحمن عبدا)..
والسجود أعظم العبادات وهي لب الصﻻة وأعظم أركانها وقد يعبر عن الصﻻة كلها بالسجود كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( أعنّي على نفسك بكثرة السجود)..
وأولياء الله الصالحين إنما يعرفون بكثرة سجودهم (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)الفتح (29)
..لكن الشأن كل الشأن أن يسجد القلب قبل البدن..قيل ﻷحد السلف(هل يسجد القلب؟ قال :نعم سجدة ﻻيرفع منها إلى يوم القيامة)..

لكن سجود اﻹكراه هذا ﻻينفع صاحبه يوم القيامة إنما هو إرغام له بالعبودية.. فمن لم يسجد لله طوعا في الدنيا حرم السجود في اﻵخرة (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فﻻ يستطيعون*خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) القلم (42-43)
🔘إلهنا وخالقنا وسيدنا وموﻻنا.. هل تراك تعذب جباها قد أسجدتها طوعا بين يديك..أم هل تراك تغل إلى اﻷعناق أكفا تضرعت إليك..
أم هل تراك تعذب بالنار أعينا بكت من خشيتك..
أما وعزتك وجﻻلك ماسجدت جباهنا حتى خضعت لجﻻك.. وﻻسكبت أعيننا واكف الدمع حتى صدقت بوعدك..وﻻرفعت أكفنا حتى تلذذت بمناجاتك..ولك في كل  ذلك المن والفضل..
وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق