الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن ( 18):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن  ( 18):
سورة يوسف مليئة بالفوائد والعبر التي جعلت كثيرا من العلماء يفردون لها مؤلفات..
وهي سلوة المحزون كما يقول اﻹمام ابن الجوزي : إنه كلما مر بضائقة قرأ سورة يوسف فيسرى عنه ما كان يجد..
وما أود الحديث عنه اليوم هو أن قصة يوسف لم ترد في القرآن إﻻ مرة واحدة فما أسباب عدم تكرار قصة -يوسف عليه السلام - في حين أن كثيرا من قصص اﻷنبياء تكررت في القرآن الكريم  مرات قد تصل إلى ثﻻثين مرة كما هو الحال في قصة موسى-عليه السلام -..
فنقول وبالله التوفيق:
1.أنها تعالج ناحية اجتماعية قائمة على الصراع ومبعثه الغيرة من إخوة يوسف وماوجد يوسف من متاعب جراء ذلك..جعلها الله مستقلة بذاتها ولم تتكرر.
2.ما ورد فيها من تشبث النسوة بيوسف وتعلق امرأة العزبز به.. ومراودته عن نفسه.. ومثل هذه اﻷمور الستر فيها أفضل..ﻻسيما أن القرآن يقرأه الكبير والصغير ومن ﻻيفهم هذه المعاني كونه لم ينضج بعد.
3. أن هذه السورة اختصت بحصول الفرج بعد الشدة ولم يذكر فيها تكذيب قومه أو مقاومتهم لدعوته كما هو الحال في قصص غيره من اﻷنبياء.
4.فيه نوع من التحدي والتعجيز.. فكأنه يقول للمكذبين إن كان القرآن من عند محمد كما تزعمون فافعلوا في قصة يوسف مافعلنا في قصص غيره من الأنبياء في تكرار اﻹيراد وبنفس اﻹحكام.. وكل هذه اجتهادات والله اعلم بحكمته في ذلك

■ في قوله تعالى على لسان يعقوب -عليه السلام -:(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
يقول اﻹمام الشافعي -رحمه الله -: ﻻتشكو حزنك لغير ربك.. فالناس أحد اثنين:
إن كان عدوك شمت بك.. وإن كان صديقك أحزنته ولم ينفعك.. أ.ه
فدائما اجعلي شكواك لربك وأنت ساجدة بين يدية فالكون كل الكون عنده سبحانه يسير بكلمة (كن) منه سبحانه.. واخلعي عنك التعلق بالبشر فلن يقع في ملك الله إﻻ ماأذن به الله.
اللهم إنا نسألك من خير كل شيء خزائنه بيدك..ونعوذ بك من شر كل شيء خزائنه بيدك.

وكتبته/ الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق