الأحد، 28 مايو 2017

فتح الرحمن في تدبر القرآن (5):

💬فتح الرحمن في تدبر القرآن (5):
قال تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)
ﻻيخفى على كل مسلم أجر الصدقة وأنها تدفع ميتة السوء وهي سبب -بإذن الله لشفاء المريض- وغيرها من الفضائل..
لكن مالفت نظري في اﻵية هو صيغة الجمع في قوله ( سنابل)
فهذه صيغة تسمى عند أهل النحو (بصيغة منتهى الجموع) وهي تستعمل لجمع الكثرة والعدد سبعة هو عدد قليل وﻻيستعمل معه صيغة منتهى الجموع.. وإليك دليل من القرآن نفسه..اقرأي معي في سورة يوسف (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبﻻت خضر وأخر يابسات...) إذا سنبﻻت في سورة يوسف وسنابل في سورة البقرة..
وسنبﻻت جمع قلة وسنابل جمع كثرة..فما سر التعبير بهذا الجمع في سورة البقرة والتي أتت على غير بابها؟!
نقول وبالله التوفيق إن العدد سبعة كانت عند العرب نهاية المجموعات ويدللون به على بلوغ الحد اﻷعلى في العدد..ولذلك تجدين العدد سبعة ومضاعفاتها تطلق في القرآن ويراد بها الكثرة وﻻيراد بها العدد ذاته ومنها قوله تعالى(استغفر لهم أو ﻻتستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فلو استغفر لهم أكثر من ذلك فلن يغفر لهم ولذلك فهمنا أن المقصود الكثرة وليس العدد بذاته..
نعود لﻵية التي معنا فنقول بأنه الله -جلت قدرته- يبين لنا أن المقصود هنا المضاعفة لمن أنفق في سبيل الله فليس المقصود بالعدد سبعة هنا العدد بل المقصود الكثرة بدليل استعمال صيغة منتهى الجموع في المعدود فالله تبارك وتعالى يضاعف للمنفق نفقته أضعافا كثيرة ويربيها له كما يربي أحدكم فلوه كما ثبت ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.. أما هناك في سورة يوسف فإنه يقص رؤيا رآها العزيز  فهو يروي حقيقة مارأى فهو رأى (سبع سنبﻻت ) فجاءت على بابها في الجمع..فسنبلة جمعها سنبﻻت وهو العدد المقصود بذاته في آية سورة يوسف..والله أعلم
كتبته الراجية رحمة ربها
سماح بخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق