الجمعة، 23 مارس 2018

الاستعداد لرمضان ٢٤

📎الدرس الرابع والعشرون📎

👈🏻لنرى ماذا كان يرى الأسلاف، أي سلف الأمة، ماذا كانوا يرون القرآن❓

🔺قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: (إن مَن كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبّرونها بالليل وينفذونها بالنهار). إذاً أنت المخاطب بذلك تقرأ في الليل وتفهم وفي النهار تنفعل بالآية التي فهمتها. وكان يعتب على من جعل همّه مجرّد القراءة! وإن كان القارئ يُؤجر بمجرد قراءته، لكن الذي لا شك فيه أن القراءة النافعة للقلب المؤثرة في زيادة الإيمان هي القراءة المتدبّرة النافعة لخاشعة هي التي تؤثر في القلب وتكون روحًا ونورًا كل هذا أتى في القراءة النافعة. ولهذا يقول الحسن رحمه الله:(يا ابن آدم: كيف يرقّ قلبك وإنما همّك في آخر سورتك؟!) أي: أفتح المصحف وأبدأ السورة وأعدّ كل قليل كم بقي لي من الصفحات، إذا كان هذا هو الهم، إذًا لن يرق القلب بالقرآن.

♦وهذا أحد الممنوعات المهمة التي لابد أن نمتنع عنها من أجل أن ننتفع بالقرآن هي همومنا ونحن نقرأ القرآن، احذر أن يكون همك آخر السورة ، وهذا موجود خصوصًا لما نسارع في الختمة يكون عقلنا في آخر السورة. قال الآجري رحمه الله: (ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر مما حذّره مولاه الكريم، فرغب فيما رغّبه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاءً فاستغنى بلا مال، وعزّ بلا عشيرة، وأنس مما يستوحش منه غيره،وكان همّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتّعظُ بما أتلو؟! ولم يكن مراده متى أختم السورة❓ وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟! متى أزدجر؟! متى أعتبر❓ لأن تلاوة القرآن عبادة، لا تكون بغفلة، ولاتنسى ان الله هو الموفق لذلك) أي متى أفهم عن الله ماذا يريد مني؟ متى أعتبر؟

☘ولا تنس أن الله هو الموفق لذلك، لذلك ستأتينا عبادة منفصلة نناقشها إن شاء الله وهي عبادة الاستعانة، وهو معنى قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم، وماذا تعتقد فيهم، وكيف يؤثران عليك❓

🔺وقال الحسن البصري رحمه الله -مبيناً معنى تدبّر القرآن-: (أَمَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِحِفْظِ حُرُوفِهِ وَإِضَاعَةِ حُدُودِهِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فَمَا أُسْقِطَ مِنْهُ حَرْفًا، وَقَدْ وَاللَّهِ أَسْقَطَهُ كُلَّهُ!مَا تَرَى الْقُرْآنَ لَهُ مِنْ خُلُقٍ وَلا عَمَلٍ!) شخص يقرأ القرآن كله وحفظه بحروفه، فيقول له الحسن البصري: وقد والله أسقطه كله، فيظن الإنسان نفسه وهو حافظ أنه أتى بالقرآن كله، وهو قد أسقطه كله، لأنه لا أثر للقرآن على عمله و لا على خُلقه. حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَقُولُ:( إِنِّي لأَقْرَأُ السُّورَةَ فِي نَفَسٍ وَاحِدٍ!) هذا تمدح الآن لقوة القراءة! وَاللَّهِ مَا هَؤُلاءِ بِالْقُرَّاءِ وَلا الْحُكَمَاءِ وَلا الْوَرَعَةِ، مَتَى كَانَتِ الْقُرَّاءُ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟! لا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي النَّاسِ مِنْ هَؤُلاءِ!) ليسوا القوم الذين حقًا وقع منهم الورع.

⏪ويدعو أن الله-عز وجل-لا يكثرهم لأنهم ضلوا وأضلوا ، وهذه المشكلة أنهم جمعوا علينا بمصيبتين، هم بنفسهم ضلوا وأصبح الناس ينافسونهم، فأصبح هناك من يدرب نفسه على أن يأتي بالسورة من أولها إلى آخرها بنفسه واحد، وهذا من مهارات القراءة العناية بالحروف و النفس و المخارج ، إلى آخره، فهؤلاء الآن دخلوا على القرآن لكن من جهة أفسدوا بها القرآن على أنفسهم وعلى الخلق.

🔺قال قتادة رحمه الله: (ما جالس أحد كتاب الله إلا قام عنه إما بزيادة أو نقصان). لا يوجد حل ثالث، إما بزيادة أو نقصان، فأنت الآن تجلس مع القرآن، فإما تغلق المصحف وقد زدت، أو نقصت، زدت واضح أن تفهم آيات يزيد إيمانك يزيد فهمك عن الله يزيد معرفتك بأسمائه وصفاته، نقصتِ كيف نقصتِ❓❓

💓يتبع بحوله💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق