الجمعة، 23 مارس 2018

الاستعداد لرمضان ١٢

📎الدرس الثاني عشر📎

ماذا نعتقد في عبادة التفكر❓هل تعتقدين أن هذه عبادة تتقربين بها إلى الله وتؤجرين كعبادة الصلاة والصيام؟ نعم عبادة، بل عبادة للأصفياء الأتقياء ، عبادة للخواص، عبادة يعبدها الخواص. لماذا لها هذه المكانة؟ لماذا تقولون الخواص يعبدون الله بالتفكر؟ لأن التفكر شاهد على عدم الغفلة، الذي يتفكر تفكره يشهد عليه أنه غير غافل، والذي يكون غير غافل يكون قلبه معلّق شديد الصلة شديد التنبه، يأتي إلى كل أنواع ذكائه.

👈🏻قلنا كما تعلمون سابقاً أن الذكاء متعدد ليس كلنا سواء ليس الكلام القديم أن الذي ممتاز في الحساب هو الذكي لا، الناس عندهم أنواع من الذكاء متعددة، من بينها: ذكاء الأماكن ، يعني الواحد يكون في مكان ويعرف الشرق من الغرب، والشمال من الجنوب هذا عند كثير من الناس صعبة، أنت الآن لما تفكري سبحان من جعل هناك جهات ، سبحان من جعل إشراق الشمس إشارة إلى الشرق وغروبها إشارة إلى الغرب شيء عجيب، انظر إلى الكون هذا مرتب ترتيباً عجيباً، فهذا التفكر يشير إلى واحد طول الوقت يقظ إلى أفعال الله ينتبه لها الإنسان على قدر ما رزق من ذكاء.

ما نوع الذكاء الموجود عندك❓
هناك ناس عندهم نوع ذكاء لغة، إذنه شديدة الحساسية للأصوات يسمونه (ذكاء الأصوات ) يستطيع أن يميز هذا صوت فلان وهذا صوت فلان يميز اللحن لواحد رفع المنصوب ونصب كذا يميز، فهذا الإنسان الآن كل ما كلمتيه عن اللغة وعن الصوت يتأمل ويتفكر، سبحان من علم الخلق اللغات! سبحان من يسمع الأصوات! يتفكر يعني هو عنده هذا الأمر ويرى نفسه نبيه له فيربط هذه النباهة التي عنده بما جعله الله في الكون. من علم الناس اللغة ؟ الجواب في سورة الروم.

🔸فتأتي المسألة المهمة، انظر التأمل يجب أن يكون مبني على التعلم، التفكر يجب أن يكون مبني على التدبر. مثلاً: اليوم نحن لما أتينا إلى الدرس أكيد شعرتم بالريح لطيفة، والله عز وجل في كتابه يقول {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً} الآن أنت عندما أحسست بالريح هذا إحساس وعندما يكون عندك علم أن الله نسب لنفسه هذا الفعل الذي هو إرسالها، فواحد يقظ عندما يشعر بالريح ينسب الفعل لله، اليوم الريح ليست فوق لا تحس أن الشجر يتحرك تحس الشيء الذي في الأرض يتحرك، فتصبح شديدة الملاحظة، حتى الريح أنواع لا يحتاج أن أفتش في الجغرافيا ولا في الجيولوجيا، أنت الآن بعينك بنظرك على مستواك ترى في الأرض التراب يتحرك والأشياء وأرفع نظري للأشجار أجدها لا تتحرك سبحان الله، من حدّه إلى هنا؟ الذي يرسل الريح، وإذا كانت الريح فوق ترسل سحاباً، لكن أنت لم تفهم الأفعال إلا عندما تعلمت العلم، عندما تعلمت العلم ستسأل نفسك من علم الناس يطرقوا مسمار؟ الذي علمهم يبنوا السفينة، متى تعلموا يبنوا السفينة؟ في نوح، فتش في قصة نوح، هل أخبرنا عن هذا المسمار؟ نعم، ستجده مخبراً عنه، تستعجب. ❗❗ 

🔴يعني لا تتصوري أنه سيزيد الإيمان بمجرد وقوفك للشواهد، شخص يخرج من قلبه، الآن الله هو الذي يرسل الرياح، إذاً هذا دليل على أنه رب كل شي، هذا الآن الكلام النظري، داخل قلبك: كل ما شعرت بالرياح ستنسب فعل إرسالها لله حركت توحيد الربوبية. فأنت من الأول تقولي: لا إله إلا  الله، وتمسك لا وتكنسي وتخرجي كل أحد من قلبك إلا الله، وتجعليه فارغاً لتعظيم الله ومحبته، فكل مرة تتعلم شيء وتشعر به في الواقع يزيد كنسك لكل أحد يزيد إخراجك لكل أحد.

⬅فالتفكر عبادة الخواص حقاً، والحقيقة لا يلام الناس على تقصيرهم في التفكر، ربما يلام طلبة العلم على عدم تكراره وإرشاد الناس له وتبين طريقته العملية، وهذا نوع من التقصير لابد التفكر يكون عبادة يدرس حتى تفاصيل ممارستها من أجل أن لا تشط عقولنا، ولا يقصد بالتفكر فقط أن تنظر للمسألة مثل الإعجاز العلمي لا، المسألة كثير أعمق من هذا، تحتاج إلى ملاحظة ما تتعلمينه في الواقع .

🔺وربما نحن أخذنا وقت طويل ونحن نتكلم في التفكر لكن تفكر أفعاله علينا، وهذا دائمًا كنا نطرحه في اسم الرب، ونقول: رب يربي عباده، لاحظي أفعاله عليك ستعرف كيف يؤدبك، تحكي لي أخت موقف بسيط وصدقًا وقع، كانوا يتناقشون وهم في ظهر الجمعة فيتكلمون عن انقطاع الماء في البيوت، فقالت: انقطاع الكهرباء أهون من انقطاع الماء، فقالت قريبتها: لا تقولي هذا والله ربنا يؤدبنا بعد ذلك، والله تقسم أنه لم تنتهِ نصف ساعة حتى انقطعت الكهرباء عليهم ونزلوا في الأسفل وتصوروا أن الحي كله انقطع، أذن المؤذن العصر يعني معناه المسجد فيه كهرباء!! خرجوا وجدوا المصعد يشتغل في نفس العمارة التي هم بها!! ماذا حدث؟ بيتهم من دون كل الحي، انظر إلى تربية الله، هذا نوع من التفكر.

💕ربما هذا طرح كثيراً وتأملانا فيه  كثيراً، بقي النوع الثاني من التفكر وهو تفكر آياته في الكون على وجه العموم وربط الآيات التي ندرسها الموجودة في الكون بالحياة.

💓يتبع بحوله💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق