الجمعة، 23 مارس 2018

الاستعداد لرمضان ٢٥

📎الدرس الخامس والعشرون📎

💭فأنت الآن تجلس مع القرآن، فإما تغلق المصحف وقد زدت، أو نقصت، زدت واضح أن تفهم آيات يزيد إيمانك يزيد فهمك عن الله يزيد معرفتك بأسمائه وصفاته، نقصتِ كيف نقصتِ ❓

🔺تمري على الآيات يلعن الله الفاسقين يلعن الله فيها المنافقين الكاذبين تقرأيها وكأن لا أحد يخاطبك، كأن الكلام ليس لك، كأنك ما عرفتِ أن الذي فيه هذه الصفة يصبح منافق، أو ما عرفتِ أن هذا باب من أبواب الخير قريب منك، فتقومي عن القرآن وقد وجه لك الخطاب وأهملتيه فيكون الناتج نقص الإيمان، نتيجة أن الرحمن يتكلم بهذا الكلام ويخاطبك به وأنت يكون علاقتك به الإغفال، وهذا كثير، لدرجة أن الآن نحن نقرأ آيات ونفهمها نقول سبحان الله! أين سنين كانت هذه الآيات تتلى علينا وتقرأ ولم يكن حتى سؤال استفهام يثار في عقولنا.

💡وفهمنا أن مثل هذه الآيات نحن أهلها وفي مواقف كثيرة ممكن نقوم بها وما نشعر،كم تثبطنا عن عمل صالح كم مرة تكاسلنا عن العمل الصالح وما خفنا، فلم تقرئين في التوبة وتقرأ أن من العقوبات أن الله عز وجل يثبطهم ، {كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} معنى ذلك كل مرة اتثبط عن عمل صالح علامة استفهام هل أنا ممن كره الله انبعاثهم أو اختبار لي وابتلاء  أو هذا معناه أنه يجب أن أجاهد؟ المعنى أن الإنسان يجلس مع كتاب الله فينتفع بالخطاب ويستجيب له ويفهمه أو يهمله، والإهمال يقيمك عن القرآن وأنت ناقص في إيمانك ناقص تعظيمك لله ناقص في انتفاعك، فلا تظني أن هذا الإهمال الحاصل أمر لا بأس به الإهمال الحاصل لابد أن أثره على المدى الطويل يجعل الآيات ترد وتعاد علينا والقلوب قد انقطعت عن التأمل والتفكر!!

⏪ولهذا انظر لما يدخل واحد في الإسلام جديد وتوصفي الله ـ عز وجل ـ ببعض الصفات أو تقرئي له آية الكرسي وهو يفهم ما تقولين، كيف تنزل على قلبه وتنير له الحياة❓

🌱 كانت تقول لي أخت في دعوة الجاليات في خارج المملكة تقسم أنها ما شرحت لأحد سورة الإخلاص إلا أسلم! كم مرة نقرأ سورة الإخلاص كم مرة نرددها؟ ولا زلنا في يأس وخوف وقلق مع أني أعيد على نفسي اطمئني يا نفسي ترى أنت لك واحد سيّد قد كمُل في سُؤدده له كمال الصفات جوده واسع كرمه واسع ملكه واسع قربه عظيم بيده كل شيء هذا الواحد تفزع إليه الخلائق ولا يردهم ، صمد ركن شديد، فما بالك تبات خائفًا أليس لك ركن شديد؟ هذه السورة التي نرددها بعد الصلوات في أذكار الصباح والمساء قبل أن ننام أين هي في الطمأنينة النفسية❓
أين هي في انشراح الصدر❓
أين هي في الثقة❓
أين هي في عبادة التوكل❓
أين هي في إرشاد بعضنا لبعض نترك لا واسطة لا تتكلم لا تتذلل للخلق❓

↩أنت عندك واحد في الثلث الأخير يناديك، يقول لك: هل لك حاجة❓ فكيف تترك بابه؟ كيف تترك أن تتعلق بالركن الشديد❓كيف تخاف❓
📍 هذه سورة الإخلاص منهج للتربية كل واحد يربي أولاده المفروض سورة الإخلاص من سن ثلاث سنوات إلى سن تسعة سنوات وهي المادة الأساسية في الغرس، طيلة الوقت أقول له: ترى أنت واحد فقط لواحد، والواحد الذي أنت له واحد كامل الصفات، كل شيء عنده الملك كله ملكه، الأمر كله أمره، لا يمكن تلجأ إليه ويخذلك، لكنه حكيم يعطيك هو في الوقت المناسب، وهكذا هذا كله دائر في سورة واحدة، حُق لها أن تكون ثلث القرآن، لكن كلنا نعرف أن سورة الإخلاص ثلث القرآن، أين الجهد في استخراج كنوزها❓

👈🏻ولهذا تصور هذه السورة العظيمة التي تردد وهي لها هذا الفضل العظيم كم قارئ لها يقرؤها وهو لا يجد في نفسه ولا شعرة من مفهومها؟ يقرأها وهو خائف لا زال غير مطمئن لفعل الله عز وجل! لا زال يشعر أن شكواه لله لا تكفيه. لا زال يشعر أنه لازم يفتش له عن واسطة كبيرة ليخرج من المشكلة. والنبي ـ عليه السلام ـ يقول: (حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى ) من هذا الذي ستكلمه من وراء الله تعالى من هذا الذي سيأتيك بمرادك من وراء الله؟ هو الصمد وحده لا شريك له.

💭فالمقصد أن هذا القرآن إما تقرؤه فيزيدك، وإما تقرؤه فتهمله، ولا يكون عندك أي نوع من الإثارات والاستفهامات، فماذا يحصل؟ تقوم عنه وقد نقص فيك الإيمان وقد نقص فيك التعظيم لله، كان المرغوب منك أن تفتح كتاب الله فيزيد إيمانك، ليس المرغوب منك أن تفتح كتاب الله فتقول:
ماذا أراد الله بهذا مثلاً❓
لماذا ضرب الله هذا المثل❓
لماذا قصّ علينا هذه القصة❓
📒هذا الكلام الشيطان يتركه في عقلك وأنت تترك الشيطان يقول هذا الكلام في عقلك، وبعد ذلك تهمله تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهينا، لا المسألة تحتاج إلى خطة عملية  في كشف مثل هذا..

💓يتبع بحوله💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق