الجمعة، 2 مارس 2018

سورة القمر من الآية [١] إلى [٨]

📚تفسير السعدي📚

ســــورة القمـــر مــن الآيــة [١] إلــى [٨]🌹

〰•〰•〰•〰•〰•〰•〰
*💫بسم الله الرحمن الرحيم💫*
⭐( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1)
يخبر تعالى أن الساعة وهي القيامة اقتربت وآن أوانها، وحان وقت مجيئها، ومع ذلك، فهؤلاء المكذبون لم يزالوا مكذبين بها، غير مستعدين لنزولها، ويريهم الله من الآيات العظيمة الدالة على وقوعها ما يؤمن على مثله البشر، فمن أعظم الآيات الدالة على صحة ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أنه لما طلب منه المكذبون أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على [صحة ما جاء به و] صدقه، أشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر بإذن الله تعالى، فانشق فلقتين، فلقة على جبل أبي قبيس، وفلقة على جبل قعيقعان، والمشركون وغيرهم يشاهدون هذه الآية الكبرى الكائنة في العالم العلوي، التي لا يقدر الخلق على التمويه بها والتخييل.

⭐( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)
فشاهدوا أمرا ما رأوا مثله، بل ولم يسمعوا أنه جرى لأحد من المرسلين قبله نظيره، فانبهروا لذلك، ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، ولم يرد الله بهم خيرا، ففزعوا إلى بهتهم وطغيانهم، وقالوا: سحرنا محمد، ولكن علامة ذلك أنكم تسألون من قدم إليكم من السفر، فإنه وإن قدر على سحركم، لا يقدر أن يسحر من ليس مشاهدا مثلكم، فسألوا كل من قدم، فأخبرهم بوقوع ذلك،
⭐فقالوا: { سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }
سحرنا محمد وسحر غيرنا، وهذا من البهت، الذي لا يروج إلا على أسفه الخلق وأضلهم عن الهدى والعقل، وهذا ليس إنكارا منهم لهذه الآية وحدها، بل كل آية تأتيهم، فإنهم مستعدون لمقابلتها بالباطل والرد لها، ولهذا قال:

⭐{ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا }
ولم يعد الضمير على انشقاق القمر فلم يقل: وإن يروها بل قال:
⭐{ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا }
وليس قصدهم اتباع الحق والهدى، وإنما قصدهم اتباع الهوى،

⭐( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3)
{ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }
كقوله تعالى: { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } فإنه لو كان قصدهم اتباع الهدى، لآمنوا قطعا، واتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم، لأنه أراهم الله على يديه من البينات والبراهين والحجج القواطع، ما دل على جميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية،

⭐{ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ } أي: إلى الآن، لم يبلغ الأمر غايته ومنتهاه، وسيصير الأمر إلى آخره، فالمصدق يتقلب في جنات النعيم، ومغفرة الله ورضوانه، والمكذب يتقلب في سخط الله وعذابه، خالدا مخلدا أبدا.

⭐( وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ )
القمر (4)
وقال تعالى -مبينا أنهم ليس لهم قصد صحيح، ولا اتباع للهدى-:

⭐{ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ }
أي: الأخبار السابقة واللاحقة والمعجزات الظاهرة.

⭐{ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ }
أي: زاجر يزجرهم عن غيهم وضلالهم،

⭐( حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)
{ حِكْمَةٌ } منه تعالى { بَالِغَةٌ }
أي: لتقوم حجته على المخالفين ولا يبقى لأحد على الله حجة بعد الرسل،.

⭐{ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } كقوله تعالى: { وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ لا يؤمنوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ }

⭐( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ (6)
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: قد بان أن المكذبين لا حيلة في هداهم، فلم يبق إلا الإعراض عنهم والتولي عنهم، [فقال:]
⭐{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } وانتظر بهم يوما عظيما وهولا جسيما، وذلك حين { يدعو الداع } إسرافيل عليه السلام

⭐{ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ } أي: إلى أمر فظيع تنكره الخليقة، فلم تر منظرا أفظع ولا أوجع منه، فينفخ إسرافيل نفخة، يخرج بها الأموات من قبورهم لموقف القيامة

⭐( خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7)
{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ }
أي: من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم، فخضعت وذلت، وخشعت لذلك أبصارهم.

⭐{ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ }
وهي القبور،
⭐ { كَأَنَّهُمْ } من كثرتهم، وروجان بعضهم ببعض

⭐{ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ }
أي: مبثوث في الأرض، متكاثر جدا،

⭐( مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ۖ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)
{ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ }
أي: مسرعين لإجابة النداء الداعي وهذا يدل على أن الداعي يدعوهم ويأمرهم بالحضور لموقف القيامة، فيلبون دعوته، ويسرعون إلى إجابته،
⭐{ يَقُولُ الْكَافِرُونَ } الذين قد حضر عذابهم:
⭐{ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } كما قال تعالى { على الكافرين غير يسير } [مفهوم ذلك أنه يسير سهل على المؤمنين]
〰•〰•〰•〰•〰•〰•〰

📚تفسير السعدي📚
رابط القناة ↓↓↓

https://t.me/joinchat/AAAAAEP8tJ880GQdIUiqxA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق