الجمعة، 23 مارس 2018

الاستعداد لرمضان ١١

📎الدرس الحادي عشر📎

🍀فعلى هذا لما تقرأ كتاب الله لا تأتي عند نصوص وتحجز نفسك عنها بأنه ليس لك علاقة، طبعاً الأسوأ من ذلك أن أتي عند النفاق الذي يقول ابن أبي مليكة التابعي الكبير أدرك من الصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  ثلاثين بين امرأة ورجل كلهم يخشى على نفسه النفاق وهم الصحابة. هذه نفس المشاعر التي نحملها نحن بل أشد اتجاه النفاق نحن نرى أن النفاق عند المنافقين فقط، راجع نفسك ستجد لدرجة لو أتيت وقلت لك تعرف السور التي ورد فيها النفاق؟ إذا طلعت تطلع بسورة التوبة، ولا تدرك أن سورة النساء تتكلم عن صفات عظيمة طبعاً زائد على سورة البقرة والكلام عن المنافقين، في أول السورة تجد سورة النساء تتكلم عنهم إلى أن تصل إلى سورة الحديد والقرآن يكلمك عن المنافقين وبعد ذلك يقال لك: تعرف نصف السور المدنية أتت في النفاق، يعني ماذا تريد؟ تريد أن تترك نصف المدني وترى نفسك لست من أهل خطابه ؟!! هذه مشكلة حقيقية أن نحجز نفسنا عن النصوص بمشاعر أن هذا الخطاب ليس لي. ولو فهمت النفاق جيداً وعرفت أن النفاق أهله في الدرك الأسفل من النار كما ورد في سورة النساء،  وعرفت أن المنافقين يدخلون في كل موطن يقال فيه {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ماذا ستفعل لو فهمت هذا فهماً جيداً؟؟ إذا هذا ليس لك علاقة به لا الكبائر ولا نفاق، ولا كفر، والأعمال لا أستطيع فهمها من القرآن ووصوفات الجنة صعب علي أن أعرف دقائقها من القرآن ووصوفات النار أيضاً نفس الأمر، إذاً ماذا بقي؟  نقرأ ماذا نفهم؟؟!

👈🏻أنت مخاطب بكل القرآن لأتذكر آية فهمتني كيف أصلي أو كيف أتوضأ في القرآن؟ أين قرأتيها؟هل تذكريها؟ هل تعرفينها؟ نجد نفسنا ندور، طيب إذا النفاق تركناه وإذا الكبائر تركناها وإلى أن نصل إلى الأعمال ونحن لسنا متقنين، إذاً ما هي العلاقة بيننا وبين القرآن؟ أين {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}؟ أي أقوم؟ أي هداية؟ فنحن حصل عندنا بعد ما استعملت القرآن كأداة لسانية حجزت نفسي عن الانتفاع به، لابد أن تشعر أن كل كلمة في القرآن أنت مخاطب بها. يعني مثلا: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ماذا تشعر نفسك ميت أم حي؟ عندك نور أو ليس لديك نور؟ أين هذه الأسئلة لي؟ يعني واحد كان ميتاً أحياه الله وجعل له نوراً يمشي في الناس، أنا من في هذه ؟؟ لازم أقف أنا أعرض نفسي عليه، ومن أجل ذلك تأتينا قاعدة في كلام السلف أنهم يعرضون أنفسهم على القرآن، أنا من في هذا؟

❓هناك سؤال غاية الأهمية والحقيقة أن هذا السؤال كثيرًا ما يجده الصُلاّح من الخلق ولا يجدون عليه جواباً: وهو أن هناك مَن يلازم على عمل الطاعات ولا يجد في قلبه أثر لزيادة الإيمان بل أحياناً يحس ببعض الهموم  بل يصرّ على كبائر الذنوب، فهل هناك أسباب أخرى لزيادة الإيمان غير عمل الطاعات ؟؟ جواب هذا السؤال هو ما كنا نؤكد عليه، القصة ليست بأن تأتي بواحد من الأسباب وتعتقد أن هذا السبب سيأتي بالنتيجة، المسألة مركبة تركيباً لا ينفصل، لازم تتعلم ولازم تحول هذا العلم إلى يقين.

🔺ألم نتفق أنها ثلاثة أسباب إجمالية؟ السبب الذي في الوسط هو الذي مهمل، عندي طلبة علم لكن يتلقون معلومات ولا يعبدون الله بعبادة عظيمة اسمها عبادة التفكر. وعبادة التفكر عبادة مهجورة من جهة النقاش، مهجورة من جهة العمل وهي أحد صفات أولو الألباب، أليس في آل عمران نسمع عن هؤلاء المباركين الكُمّل أنهم ماذا يقولون؟ {يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ} فتسبيحهم وتنزيههم لربهم مبني على علم مع تأمل وتدبر وتفكر فكانت النتيجة الحقيقية اليقين.

♦أسباب زيادة الإيمان ما علاقتها في لقائنا؟ ما موضوع لقائنا؟ استعد لرمضان بالإيمان، يعني الاستعداد لمواسم الطاعة يكون بالإيمان. سنستعد لرمضان بالإيمان لماذا؟ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(( ((مَنْ صام رَمَضَانَ))، ((((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا)) وبعد ذلك قلنا احتساباً مبني على إيماناً. لو زدت إيمانك النتيجة أنك ستغتنم الأوقات الفاضلة، ستوفق ستعان على الأوقات الفاضلة.

❓كيف أزيد إيماني؟ قلنا أن هناك مَن ناقش هذه المسألة مناقشة إجمالية
أولاً: تعلّم العلم النافع
ثانيًا: التأمُّل في آيات الله الكونية
ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة والمداومة عليها

📍تنبيه: هذه الأسباب لا يصلح الأخذ ببعضها وترك بعض، ولا يصلح إلا تركيبها وترتيبها بعضها فوق بعض. يعني لازم تمشي وتتعلم وفي خط موازي لهذا العلم تتأمل والناتج أنك ستعمل أعمالاً صالحة.  اترك العمل لأنه يعتبر ناتج من الاثنين السابقين، وهو بنفسه سبب لزيادة الإيمان، العمل يعتبر ناتج من 1و 2 وهو بنفسه سبب لزيادة الإيمان. لنركب تعلم

العلم مع التف

كر ، ونتجه اتجاه آخر ونناقش قضية غاية في الأهمية (عبادتي التدبر والتفكر) على أن أناقشها سبباً لزيادة الإيمان. نتدبر: يعني نقف أمام كلام الله، وأيضاً كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم. بقي علي عبادة التفكر، ترى التدبر والتفكر كلاهما قراءة، واحد يقرأ في كتاب الله المنظور الذي تراه العين في الكون، وواحد يتدبر ويقرأ في كتاب الله المقروء وهو القرآن الذي نسميه (عبادة التدبر).

💓يتبع بحوله💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق