فَهْم الصحابيات وُجوب تغطية الوَجه عن الرجال الأجانب 2
أوْرَد الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " قول عائشة رضي الله عنها : يَرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل لَمّا أنْزَل الله : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مُرُوطهنّ فَاخْتَمَرْن بها . رواه البخاري .
ثم قال الشيخ :
🔹وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيات المذكورات فيه فَهِمْنَ أن معنى قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) ، يقتضي سَتْر وُجُوهِهن ، وأنهن شَقَقن أُزُرهنّ فَاخْتَمَرن ، أي : سَتَرن وُجُوههن بها امتثالا لأمْر الله ..
🔸وهو دليل واضح على أن فَهْمَهن لُزوم سَتر الوُجوه مِن قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) مِن تصديقهن بِكتاب الله وإيمانهن بِتَنْزِيله ، وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسَترهن وجوههن تصديق بِكتاب الله وإيمان بِتَنْزِيله ، كما ترى .
🔸فالعجب كل العجب ممن يَدّعي - مِن المنتسبين للعِلم - أنه لم يَرد في الكتاب ولا السّنة ما يدل على سَتر المرأة وجهها عن الأجانب ، مع أن الصحابيات فَعَلْنَ ذلك مُمْتَثِلات أمر الله في كتابه إيمانا بِتَنْزِيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح ، كما تقدم عن البخاري .
وهذا مِن أعظم الأدلة وأصرحها في لُزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين ، كما ترى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق