الجمعة، 23 مارس 2018

الاستعداد لرمضان ١٤

📎الدرس الرابع عشر📎

فأنت كلما صدقت في إرادة معرفة وتشخيص حالك وتطبيب قلبك لا بد أن تجد العلاج لقلبك في كتاب الله، لا بد يقينا، لكن أنت ادخل عليه بهذا اليقين والله يرشدك الله. فالعلم رزق، وهذا الرزق لا يؤتى إلا لصادق.

هناك طالبة علم ـ جزاها الله خيرًا ـ أن مسألة ضاقت عليها سنين وهي تبحث وكلما تشرح لأحد لا يفهم سؤالها، ثم يأتي أحد يهديها كتاب، ويقول لها: هذا من مطبعتنا ونحن ما عندنا غير هذا الكتاب وإلا كان أعطيناك كل إصداراتنا أول ما تفتح الكتاب بعد ثلاث سنوات تجد المسألة مبحوثاً بحثًا كاملاً، رزق من عند الرزاق سبحانه وتعالى،
👈لكن المهم ينظر لقلبك وأنت حقًا  مجتهدًا تريد؛ يا ربي دلني أنا من الآن؟ ما حالي؟ هل هذا الذي أمر به شيء طبيعي أم غير طبيعي؟ هل هذا يرضيك ولا ما يرضيك يا ربنا؟ هذا الذي يجب أن يقوم قلبنا به من أجل أن نرزق من هذا الكنز العظيم الذي بين أيدينا من أجل أن نستضيء بهذا النور، ألم يصف الله ـ عز وجل ـ في سورة الأنعام {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} كم مرة شعرنا أنفسنا في ظلمة❓
الحقيقة أننا لا نشعر أننا في ظلمة، ولذلك لا نشعر اتجاه القرآن بأنه نور، ولا هذه الكلمة تأتي كما ينبغي، كم مرة شعرنا أننا ضلال نحتاج إلى الهداية❓ لا نشعر.

ربما هذا المثل ضربته سابقاً؛ كل مرة تضيع فيه وأنت ذاهب مشوار ثم تقضي زمناً طويلاً من أجل أن تعود تذكري هذا هو الضلال في الدنيا عن الطريق، كيف تتوتر أعصابنا ونحن ضائعين ونفتش عن المكان وعندنا موعد ولا خائفين أن نتوه، كم تتوتر الأعصاب؟
تصور هذا الضلال في الدنيا، وفي النهاية لازم تسأل أحد ليرشدك، وفي النهاية عدت ولم تأخذ الموعد، لكن كيف عندما الواحد يضل عن طريق ربه؟ يضل عن الجنة؟ وكيف عندما الواحد يهتدي إلى الجنة؟ هذه هي المشكلة التي نعيشها ما وصف القرآن وأوصافه؟ لم تدخل إلى القلب، وصفه أنه نور، وصفه أنه هداية من الضلالة، لأنني لا أحس أنني في ظلمة، ولا أحس أنني في ضياع وضلالة،
💡من أجل ذلك لما يقال لك: القرآن نور لا يقع في القلب هذه المشاعر، لكن لابد أن تشعري أننا في ظلمة. والله كل ما لا نعرفه عن الله ظلمة، نعيشه في ظلمة، كل المواقف التي تحدث لنا ولا نستطيع أن نعرف ما الذي يجب أن تكون قلوبنا؟ ما الذي يرضي الله الآن؟ معناه أننا في شيء من الظلمة، خصوصاً لو أهملناها، خصوصًا لو نظر ربنا إلى قلوبنا ونحن غير مبالين أن نعرف ماذا يحب ربنا❓ هذه مصيبة لوحدها، يعني أتي في موقف أقول لنفسي: والله لا أعرف ما هو الصواب فقط وانتهى الموضوع وأرحل كأن شيئًا لم يكن، يجب أن أحترق، يجب أن ينظر الله إلى قلبك وهذا هو مكان الاختبار أنك حقًا تريد ما يرضيه، فهذا كله يذوب الحواجز التي بينك وبين كتاب الله، فتجدين المعلومة كأنك وجدت كنزاً. 💕

وهذا الذي يفسر لك حال السلف أنهم قد لا يباتون ليلتهم فرحًا بعلم تعلموه، لماذا؟ لأن واحد يعتقد أنه وجد كنزاً وهو حقًا كنز.  

🔻أيضاً ما نعتقده في كتاب الله إنه الشفاء لأمراض الصدور من الشبهات والشهوات، ويمكن أن يمر على الإنسان وهو يقرأ في كتاب الله شيء من تلبيس الشيطان.

وأنبهكن عزيزاتي: أول ما تقبلون على كتاب الله تريدون أن تتدبروا كلام الله، يشبّه عليكم الشيطان الأمور! ويدخلكم في مشاعر تخافون منها، وتقولون: لا، أقرأ وأنا لا أفهم من أجل أن لا أتكلم على ربنا شيء في قلبي شيء ليس صحيح،
👈نقول: اسمع الله ـ عز وجل ـ يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} ما دام أنت داخل على القرآن بالإيمان يصبح شفاء ورحمة لك لتكن مطمئن.

💕غدًا بحوله نعرف أمثلة لذلك💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق