السبت، 16 سبتمبر 2017

أسباب مضاعفة الثواب..°|

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

هي رسالةٌ قيّمة جليلة عظيمةُ النفع والقدْر للعلامة ابن السعدي رحمه الله..

••مدارستنا ونشرنا لهذه الرسالة في هذا التوقيت ونحن على مشارف رمضان ، الموسم الربيح من مواسم التجارة مع الله ..
أمرٌ مهمٌ للغاية و هو من أنفع الأجور..
و بتذكير الناس به فنحنُ نتسببُ ونتقربُ أن يفتحَ اللهُ لنا من الأبواب مايؤهلنا للمسابقة في رمضان..
و أن عسى أن تصيبنا نفحة من نفحات الله فنسعد بسعادةٍ لاشقاء بعدها...

فاللهم أعطنا من الخير أكثر مما نؤمل...

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(1) الإخلاص ،،

الإخلاصُ له بركته ،
يُنمّي العمل و يُكثره و يضاعفهُ و يباركه ،
فالقليلُ مع الإخلاص يصبحُ كثيراً...
وربّ درهم سبقَ ألف درهم!!
لأن صاحب الدرهم أخرجه وكان باعثُه صافياً ليس في قلبه إلا الله ولم يرد إلا الله ، فتقبله الله..
وصاحبُ الألف باعثهُ كان مغشوشاً فيه دَخَنٌْ وغبش وحظُ نفسٍ ..

تنبه أن المضاعفةَ هنا مرتبطةٌ بقلب العامل ما الذي يدور فيه..؟!
ماهي نيتهُ؟؟
فالنيةُ مؤثرةٌ على العمل ،
والمرءُ يُعطى على قدر نيته..

و المخلص...
إذا نظر اللهُ لقلبه لم يجد فيه أحدا إلا هو جل جلاله..
قلبٌ فرغهُ صاحبه لله..

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(2) صحة العقيدة ، وقوة الإيمان بالله ،،

فالإيمان يتفاوتُ في القلوب ، و على مِقداره تتفاوت الأجور ..

فكلما امتلأ القلب بالإيمان واستحضار أسماء الله وصفاته ، قادهُ ذلك إلى إحسان العمل..

فيعبد الله و كأنه يتخايلُ الله بين عينيه و كأنه ينظرُ إلى الله ، وهذه المرتبة الأولى في الإحسَان وهي "المشَاهدة"...

أو يستشعر قُرب الله منه و أنه  مطّلعٌ على قلبه يعلم ما الذي يدُور فيه و هذه المرتبة الثانية و هي "المراقبة"..

والمضاعفةُ تكون لمن أحسن العمل وليس لمن أدى العمل...!

فكلُّ من استصحَب الإحسان ارتقَى ،
و وصل لدرجةِ المقرّبين السابقِين....

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(3) الشركةُ و الاجتماعُ على العمل ،،

كالمشارَكة في إنشاء مشروع عِلمي ، أو دعوي ، أو اصلاحي .. فكلما زاد عدد المشاركين والعاملين فيه تضاعفت مثُوبته و عظُمت بركته...

و شرط هذه المضاعفة أن تُبنى المشاركة على الصدق و الأمانة ، قال عليه الصلاة والسلام : "يقول الله تعالى أنا ثالثُ الشريكين مالم يخُنْ أحدهما صَاحبه فإن خان أحدهما صاحبه خرجتُ من بينهما..." _ رواه أبو داود 3383

فإذا دخلت الخِيانة من أحدهما خرجَ الله من بينهما ، و ذهبت البركة ، و لم تتيسر الأسباب...

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(4) القيام بالأعمال عند المعارضات النفسية و الخارجية ،
و كلما كانت المعارضات أقوى كان العملُ أكثرُ مضاعفة...

المُعارضَات : هي الأمور التي تقف حجر عثرة في طريق الإنسان تعُوقه و تصدّه و تُعرقِله ، إما أن تكون من داخل نفسه (كالوسواس و الكسل و الخوف و الملل...) ، أو خارجية (كالتخذيل و السخرية و التسلط و الملهيات و المغريات..)

و مثاله "العَفُو" .. فهو ثقيلٌ من الداخل و الخارج ، فلأننا بشر و قد تجرعنا غُصص الأذيّة و الظلم ، يثقل علينا العفو من دواخلنا..

و كذلك هو ثقيلٌ من الخارج ،
لما يسمعه الإنسان من عبارات التخذيل و التثبيط و السخرية من الناس..

فإذا لم يلتفت لهذه المعارضات ، و عفا و صفح و نسِيَ حظّ نفسه و أسقط الناس من حساباته ، تضاعف له أجر العمل....

_______________
جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|


(5) إذا كان العمل له وقعٌ عظيم و نفعٌ كبير .. كإزالة ضرر المتضررين ، و كشف كرب المكروبين ..
والإنجاء من مهلكة ، كمن ينقذ غريقاً أو يسعف مصاباً أو يُطعم في مجاعةٍ حلت بالناس ، أو يفتح مستشفىً يزول بسببها كثير من الأوجاع و الأضرار ، أو سعى في حجب مواقع و قنوات تنشر الرذيلة...

فمثال هذه الأعمال يتضاعف فيها الثواب و يجتمعُ فيها عدة أجور منها :
أجر النفع ، و أجر الرحمة ، و أجر إدخال السرور ، و أجرالشفاعة ، و أجر إحياء النفس ، و أجر إزالة المنكر ، و أجر الإصلاح...
و كم من عملٍ من هذا النوع كان أكبر سببٍ في نجاة صاحبه ..!

و يكفينا قصة المرأة البغي التي سقت كلبا كاد يموت من شدة العطش فغُفِرَ لها بغيها..
محترفةُ زنا تتاجرُ بعِرضها ، غُفرَ لها بسقيا كلب..!
فكيف بمن سقى الناس التوحيد..؟؟!

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(6) إسرارُ العمل ..

فاللهُ إذا أرادَ بعبده خيراً فتحله بابُ الخفاء ، أن يعبدَ الله و ليس معه و مع الله أحد..

و من السبعة الذين يظلهم الله في ظله (رجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه ، و رجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) ..

و كلما كان العملُ في ديوان السر ، كان أكثرُ اخلاصاً وأقربُ للقبول ، و ليس أجرُ السر كأجر العلانية..

لذلك كان ابن الجوزي يوصي من يجالسه و يقول: إياكَ إياك أن تُطْلع من باسطتُه على سِرّكَ مع الله...

تذكر..
أن الله يحب العبد التقيَّ النقيَّ الخفي ، و أنَّ أكيسَ الناس .. و أصدقَ الناس .. و أخلصَ الناس من يعملون بصمت ،،
_______________
جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(7) الجهاد (البدني و المالي و القولي)...

تعلم العلم و تعليمه من أعظم أبواب الجهاد الذي يتضاعف أجره ،
لأن نفعَ العلم متعدي فيأخذ أجرهُ و أجر كل من استفاد من علمه..
و هذه ما تُسمى ببركة الأعمار ، و كأن الزمان طُويَ لهذا الإنسان فحصّلَ أكثر مما عمِل..!

و العلمُ يبقى أثره بعد موت صاحبه ،
فلو لم يكن للعالِم إلا طالبٌ واحدٌ ينفعُ الله بعلمه لكفاهُ ذلك الطالب عند الله ..
فإنه لايصل شئ من علمه إلى أحد فينتفع به إلا بقيَ أجره متسلسلاً متصلاً لا ينقطع ..
و هذه والله هي التجارةُ التي يتنافس فيها المتنافسون
نسأل الله أن يجعلنا من أهلها...

_______________
🍀 جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(8) الصدقةُ من كسبٍ طيب...

يقول تعالى: ( ﻣَﻦْ ﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻘْﺮِﺽُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﺮْﺿًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ ﻓَﻴُﻀَﺎﻋِﻔَﻪُ لهُ أضعَافًا كَثِيرة....)

و وردَ في الحديث أن من تصدق بعدل تمرة ، فإن الله يُربّيها لصاحبها كما يُربّي أحدكم فُـلّـوه حتى تكون مثل الجبل ...

نحنُ أمام مضاعفاتٍ هائلة قد لا تتصورها العقول...!
فاللهُ هو الشكور ، يُعطي الكثير على العمل القليل ..
يشكر الحسنة فيجعلها بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة...

و كلما ازدادت صدقتُكَ طِيباً ، ازدادَ قبولها و مضاعفتها ...

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(9) الآثار القلبية المترتبة على العمل الصالح ..

كزيادة الإيمان ، و رقّة القلب و افتقاره و انكساره و خضوعه و إخباته و مسكنته و طمأنينته...

و كأنه بهذه الآثار قد امتلك قلبا جديدا هيّناً ليناً ضعيفًا أشبه مايكونُ بقلب الطير...!
و قد ورد في الحديث أنه سيدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتُهم كأفئدة الطير...

و كلما اكتملت هذه الآثار المحمودة في القلب ، تضاعف الأجر ...

_______________
🍀جوال دار التوحيد

|°..أسباب مضاعفة الثواب..°|

(10) الآثار المترتبة على العمل ،،

فكلُ ما ترتب من نفعٍ على هذا العمل فإنه من الآثار التي تُكتب له و يتضاعف بها أجره ..
و بركة العمل الصالح لا تقف عن حد..!

تأمل هذه الكلمات القيمة لابن القيم _رحمه الله_ يقول: "مثالُ تولُّد الطاعة و نموّها و تزايدها كمثلِ نواةٍ غرسْتها فصارت شجرة ، ثم أثمرتْ فأكلتَ ثمرها و غرستَ نواها .. فكلما أثمرَ منها شئ جنيتَ ثمره و غرستَ نواه..."

و الموفقُ من تكون همته أن تستمر آثار عمله بعد موته ، فهذا هو الذي يبني آخرته ..

و الآخرةُ دارٌ لاتصلحُ للمفاليس ..

_______________
🍀جوال دار التوحيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق